بدأ الخطاب الملكي الذي وجهه الملك محمد السادس إلى قادة العام، المجتمعين في إطار الدورة 21 لمؤتمر التغيرات المناخية (كوب 21)، التي انطلقت أشغالها صباح اليوم الاثنين بباريس، قويا، حيث قال إن لقاء باريس “لا يمكن أن يندرج ضمن القمم والمؤتمرات العادية، التي دأبت المجموعة الدولية على عقدها بانتظام، في إطار جدول العلاقات الدولية، ولا ينبغي له أن يكون كذلك”.
وأكد الملك، في الخطاب الذي تلاه بالنيابة عنه شقيقه الأمير مولاي رشيد، بحضوره، بسبب استمرار فقدانه الصوت الذي أصيب به، على أن مؤتمر باريس والمؤتمر الذي يقترح المغرب احتضانه بمدينة مراكش، خلال السنة القادمة، “هما أولا وقبل كل شيء، قمتان من أجل المستقبل الذي من واجبنا ومن مسؤوليتنا أن نتركه لأطفالنا”، قبل أن يضيف: “هؤلاء الأطفال الذين لا نريد أن نراهم محرومين من الغابات والمحيطات والشواطئ، ومن كل الموارد الطبيعية، التي تجسد أغلى رصيد تملكه البشرية”، والذي أصبح “مهددا بسبب تقاعس المجتمع الدولي، أو عجزه عن تعبئة جهوده، قبل فوات الأوان، من أجل توفير الوسائل اللازمة التي تجعله يتحكم في مصيره”.
وفي هذا الصدد، شدد الملك على أن “
”.
وأبرز محمد السادس أن الرهان الذي يميز النقاش في قمة باريس “ليس إيديولوجيا ولا ديبلوماسيا ولا حتى اقتصاديا بالمعنى المتعارف عليه”، فالكل يعرف أن “التهديد صار عالميا، ولا يمكن لأي بلد، ولا لأي منطقة ولا قارة الإفلات من آثار التغيرات المناخية.”
وفي هذا الاتجاه، وجه الملك رسائل قوية إلى المجموعة الدولية بالقول: “لقد ولى زمن الشك والريبة، ولم يعد هناك مجال لمبررات ترتبط بأولويات كاذبة، قد تعتذر بها المجموعة الدولية، التي أدارت ظهرها طويلا لمصير ومستقبل أطفالها”، مضيفا: “لقد تغاضينا طويلا، وأخرنا لحظة الوعي لوقت أطول من اللازم، ودخلنا في متاهة من الفرضيات، ثبت أنها لم تكن سوى جملة من الأعذار الواهية”.