هل يمكن التعبير والتعريف بثقافة ما، دون تقريب الصورة لذهن المتلقي، أو تمثيل المشهد المراد التعبير عنه بطرق تجعله (أي المتلقي) يلمس ما تود شرحه له وتفسيره؟ قطعا الجواب لا!!!
ما من شك أنّ الثقافة هي مرآة صيرورة وبقاء أمة حية يقضة من أمم الدنيا. ومن خلال الثقافة الشعبية التي هي بلا شك تختلف من وطن لآخر، بل قد تختلف روافد الثقافة داخل الوطن الواحد وتتمايز أشكالها ومظاهرها من جهة إلى أخرى. لذا كانت قضايا الثقافة تستأثر باهتمام منظمات عالمية لمعالجة أوضاع الشعوب ومعرفة التاريخ والجذور المرتبطة بصيرورة حياتهم.
وبما أنّ العنصر الثقافي له أهميته في المساهمة بالتعريف بتاريخ البلدان وانتماءاتها لأنه يحمل في طياته العمق التاريخي والذي بدوره شئنا أم أبينا وجدنا في فلكه المعطى الاقتصادي والاجتماعي والسياسي.
من هنا ننطلق لنستنتج دور وأهميّة الخيمة المنصوبة أمام بوّابة البرلمان الدنماركي وفي ساحته وفضائه الواسع. فقد أقام المنتدى المغربي الدنماركي بالتعاون مع مجلس الجاليّة المغربية بالخارج يوما مغربيا ثقافيا بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة، في جوّ من الاحتفالية حضره نخبة من أبناء الجالية المغربيّة في الدنمارك جاؤوا من مختلف مدن ومناطق البلاد، بالإضافة إلى بعض المارة من الدنماركيين بحكم استراتيجية موقع مقر البرلمان، واليوم الذي يصادف عطلة نهاية الأسبوع. الحقيقة أنّ مشاركة بعض مغاربة الدنمارك اليوم، 14/11/ 2015، بالمقارنة مع الأمسيّة المغربية التي أقيمت في الجامعة منذ أسبوع تقريبا، كان دون المستوى. كان من بين الحضور الهام محافظ كوينهاجن للمجال الثقافي حيث ألقى كلمة بالمناسبة نوّه من خلالها بالتعايش والتعاون بين جميع أفراد المجتمع الدنماركي بكل أطيافه وتنوّعه، ممّا يزيد المجتمع ثراء وجمالا على حدّ تعبيره. كما شارك في تنشيط اليوم الثقافي فرقة موسيقية مشكّلة من أبناء الجالية في أهاجيز وأغاني ذكرت المشاركين بأغاني المسيرة الخضراء المظفرة عام 1975 م…
كتبه محمّد هرّار، الدنمارك