ان العملية الارهابية التي وقعت بفرنسا و قتل الابرياء امر مدان مليون الف مرة لكن ان يذهب الاعلام الغربي الى “استحمار” الناس بمعطيات غير منطقية على الاطلاق امر مدان ايضا.
منذ امس و نحن نسمع و نقرا في وسائل الاعلام الفرنسية و البلجيكية انه “تم العثور على جواز سفر سوري على جثة احد الارهابيين و كذا العثور على جواز سفر مصري”..الى اخر الكلام.
ان الدقة التي نفذت بها العملية الارهابية بباريس اعتقد ان الارهابيين لم يتركوا اي مجال للخطأ او الصدفة. فواضح ان الامر كان مدروسا للغاية سواء على مستوى التوقيت او الاماكن المستهدفة. فكيف يقبل العقل ان فريقا ارهابيا حضر خطته في سرية تامة سيحمل احد اعضائه “جواز سفر سوري و اخر مصري”؟
واش زعما باغيين امرو الحدود؟
هل للإرهابيين الثمانية كانوا محتاجين لجواز السفر لدخول استاد دو فراس (ملعب فرنسا لكرة القدم او مسرح ” باتاكلان” لتنفيذ جرائمهم.
آلا يمكن القول بان الحديث عن جواز السفر السوري يستهدف اللاجئين السوريين الذي نزحوا بعشرات الالاف الى اوروبا و الذي فروا فعلا من جحيم الحروب التي دعمتها فرنسا و الغرب بالإضافة الى كل من تركيا و قطر و السعودية الهمجية و الامارات العربية.
لماذا لم يذهب و لو اعلامي غربي واحد او محلل سياسي الى القول بأنه من المحتمل جدا ان تكون دولة اسرائيل و مخابراتها متورطة في العملية الارهابية الضخمة في فرنسا. و السبب انه الرئيس الايراني روحاني كان من المنتظر ان يزور باريس هذه الايام و ان اسرائيل لا ترى بعين الرضا التقارب الايراني الغربي منذ التفاهمات و الاتفاق النووي الايراني؟
اين هي مسؤولية الفرنسيين فيما حدث؟
لماذا لم ينتقد الفرنسيون اخطاء رئيسهم و حكومتهم و جيشهم الذي يتدخل بعنف في كل من مالي و سوريا و باقي بقاع العالم؟
لماذا لم ينتقد في فرنسا الى حدود هذه الساعة فشل الاجهزة الامنية الفرنسية بكل اصنافها في التصدي لأكبر عملية ارهابية تشهدها فرنسا و لعمليتان ارهابيتان متتاليتان في اقل من سنة (“شارل ايبدو” و “باريس”).
لماذا يستحمر و يستبلد الفرنسيون الرأي العام الدولي؟
الم تتحمل فرنسا و اجهزتها جزءا من المسؤولية في كل ما وقع؟
اين هي المسائلة و المحاسبة التي تتغني بها كل مرة دولة فولتير و مونتسكيو و ووو؟
نعم ندين الارهاب و بشدة و لا يمكن لنا ان نبرر باي شكل من الاشكال قتل الابرياء لكننا لم نسكت على “تضبيع” الرأي العام….و نقول بان لفرنسا كدولة عظمى مسؤولية فيما حدث و يحدث في العالم.
سعيد العمراني / بروكسيل