الشرادي محمد – بروكسيل –
على بعد أسابيع قليلة،سيحل عيد الأضحى المبارك ضيفا على أمة الإسلام،في أصقاع الأرض شرقها و غربها،شمالها و جنوبها،في القرى و المدن في الصحراء،و على ضفاف الأنهار و سواحل المحيطات و البحار،إختص الله به أمة الإسلام من دون سائر الأمم،و جعله سبحانه و تعالى عيدا للمسلمين يظهر فيه المسلم توحيده لله و ذكره و شكره على نعمه التي لا تعد و لا تحصى.
في هذا الإطار تستقبل الجالية المسلمة ببلجيكا عيد الأضحى المبارك،بتزامن مع قانون سنته الحكومة يقضي بمنع ذبح الأضحية على الطريقة الإسلامية الشرعية،و ما تشكله من قدسية لدى المسلمين بإعتباره شعيرة من شعائر ديننا الإسلامي الحنيف،مما خلق جوا من التذمر و الإستياء لدى الجالية المسلمة المقيمة بالديار البلجيكية.
الجالية المسلمة ببلجيكا،عليها أن تتحلى بالشجاعة الكافية لتقوم بنقد ذاتي لنفسها،و تعترف بأنها أخلفت الموعد في العديد من المحطات المهمة،سأقف عند أهمها،و التي كانت بمناسبة عيد الأضحى المبارك لسنة 2013 حيث إتفقت الجالية المسلمة في مدينة مالين البلجيكية بالإجماع على عدم شراء و ذبح أضحية العيد إحتجاجا على الظروف الغير الملائمة التي تتم فيها شعائر الإحتفال،و كانت للسيد حسن مصباح الرئيس السابق لمسجد البراق و النائب الحالي لرئيس فدرالية المساجد بالجهة الفلامانية ببلجيكا،الجرأة و الشجاعة الكافية ليتبنى قرار مقاطعة ذبح أضحية العيد ،لظروف منطقية لم تلقى الترحيب من بعض ( العباقرة !!!!)،الذين قاموا بمعارضتها بشتى الوسائل،رغم أنها كانت معقولة بحكم كونها تهدف إلى التساوي في الحقوق مع أصحاب الديانات الأخرى،بإعتبار بلجيكا تعترف رسميا بالديانة الإسلامية منذ ما يناهز أربعين سنة،و يجب تمكين المسلمين من الظروف المواتية لتمر شعيرة ذبح الأضاحي في أحسن الأحوال،لكن لا حياة لمن تنادي،و ما كل ما يتمنى المرء يدركه،و تجري الرياح بما لا تشتهي السفن،فتفتقت عبقرية و نباغة بعض أفراد الجالية المسلمة خصوصا المنحدرة منها من منطقة بروكسيل،فبدأت تقصد فلاحي منطقة مالين لشراء الأضحية،نظرا لتخفيض الفلاحين لأثمنتها،بسبب مقاطعة الجالية المسلمة المقيمة بمالين لذبح الأضاحي،بالله عليكم هل هذا تصرف مقبول من الناحية المنطقية و الشرعية،هذا يدفعنا إلى طرح تساؤل بريئ هو : هل لو إتخذت الجالية المسلمة ببلجيكا قرارا موحدا يقضي بتبني مبادرة السيد حسن مصباح هل كنّا سنصل لما وصلنا إليه اليوم في سنة 2015؟؟
أسئلة كثيرة تبقى عالقة سيأتي الوقت المناسب لطرحها تنويرا للرأي العام.