كريم زيدان، هو واحد من أنجح الكفاءات المغربية في ألمانيا، سطع نجمه في عالم صناعة السيارات خصوصا في تطوير المحركات و البحث في مجال المحركات الاقتصادية و الصديقة للبيئة. ابن مدينة سوق الاربعاء الذي عشق الميكانيكا منذ الصغر، تشجيع أسرته له وحلمه بأن يصبح منهدس سيارات حملاه إلى الديار الألمانية، حيث سيصبح نموذجا لكفاءة مغربية لمع نجمها في عالم صناعة السيارات.
حصل زيدان على شهادة البكالوريا سنة 1987، لينتقل بعدها إلى كلية العلوم حيث درس الفيزياء لمدة سنتين، بعد اخفاقه في ولوج المدرسة المحمدية للمهندسين، أصبحت الهجرة هي الحل لتحقيق حلمه في ولوج إحذى الجامعات الأوروبية تخصص هندسة ميكانيكية.
تقدم الشاب المهووس بالميكانيكا لعدد من المنح لجامعات بفرنسا والولايات المتحدة، لكنه آثر إلا أن يختار ألمانيا وجهة له لسمعة الجامعات الألمانية، وتنافسية التكوين الألماني في مجال صناعة السيارات على الصعيد العالمي. بعد اجتياز زيدان لسنته التحضيرية في ألمانيا، سيلتحق بجامعة ميونيخ العريقة، ليبدأ الشاب المغربي مساره الحقيقي في عالم المحركات.
يلخص زيدان الصعوبات التي واجهها خلال أيامه الأولى بألمانيا في أمرين أساسيين، أولهما مشكل اللغة الألمانية لم يكن يتقنها، والتي شكلت هاجسا بالنسبة له منذ بدايات تفكيره في الهجرة إلى ألمانيا وهو طالب في كلية العلوم بالمغرب، حيث ظن أن اللغة الألمانية من أصعب اللغات، وظل متسائلا عن كيفية ضمان نجاحه في مساره الدراسي بهذه اللغة.
تحد آخر وجاهه كريم زيدان يتمثل في الاختلاف الثقافي الكبير بين الإنسان الألماني، والإنسان المغربي، حيث تطلب الأمر وقتا بالنسبة لزيدان قبل أن يندمج مع الألمان الذين “لامكان للعاطفة في تعاملهلم مه الآخر” على حد قوله.
اندماج زيدان في سوق الشغل بدأ منذ سنوات الدراسة في ميونيخ، حيث مكنه نظام الدراسة الذي يزاوج بين التكوين النظري والتدريب الميداني من أن يشتغل في شركة عالمية للاستشارة والافتحاص خلال السنتين الأخيرتين من دراسته بميونيخ. بعد تخرجه من الجامعة، التحق زيدان بشركة أخرى متخصصة في تطوير المحركات كمهندس. هذه التجربة مكنته من الأبحاث العلمية، وتنفيذ مجموعة من الأفكار المبتكرة في تطوير المحركات لصالح كبار مصنعي الشركات، الأمر الذي سيقوده للاشتغال بعملاق صناعة السيارات الألمانية “بي إم دابليو”، حيث يشتغل مهندسا في مجال تطوير المحركات منذ سنة 2004.
في حوار أجرته معه أسبوعية الأيام الصادرة يوم الخميس 4 يونيو 2015، لم يخفي كريم زيدان تفكيره في العودة إلى المغرب، فهذا الأمر ظل يرواضه منذ أن بلغ الأرض الألمانية، انطلاقا من إيمانه أنه من واجب الكفاءات المغربية المقيمة بالخارج أن تساهم في تطوير البلد، ونقل الخبرات التي تمكنوا من اكتسابها في بلاد المهجر إلى الشباب المغربي، والإسهام في تطوير البحث العلمي بالجامعات المغربية.