نظم مجلس الجالية المغربية بالخارج بشراكة مع جمعية الفتح ومقرها بالعاصمة الدنماركية يوم السبت 2 ماي 2015 بكوبنهاغن، ندوة حول موضوع “التعايش والتسامح الاسلامي في الغرب واقع وآفاق” عرفت مشاركة عدد من العلماء ورجال الدين والباحثين المهتمين بقضايا الإسلام في الغرب.
وفي هذا الصدد، أكد الباحث مصطفى المرابط، أن الأحكام المسبقة والصور النمطية تشكل مصدرا لعدم التسامح والكراهية، والتي تكون انعكاساتها أكثر ضررا من الحواجز الجغرافية.
وأبرز الدكتور المرابط في مداخلة له حول مستقبل المسلمين في الغرب وضرورة التواصل الحضاري، ضرورة تعزيز ثقافة العيش المشترك والاحترام المتبادل من خلال التركيز أكثر على القيم المشتركة للسلم والتسامح والتعايش السلمي.
من جانبه أكد كل من رئيس المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة، الطاهر التجكاني، ورئيس المجلس الإسلامي المغربي في اسكندنافيا مصطفى شنديد، أن أحكام الإسلام، دين التسامح والشهامة، تتعارض جذريا مع الكراهية وجميع أشكال العنف التي تقوض التعايش السلمي بين الأفراد والشعوب.
وأشار مصطفى شنديد، وفق قصاصة لوكالة المغرب العربي للانباء، إلى الأهمية التي يوليها الإسلام لقيم السلم وسلامة الأشخاص والممتلكات وحب الوطن، “وأن هذه المفاهيم تنطبق على حالات المواطنين ذوي الجنسية المزدوجة، مثل مغاربة أوروبا، سواء في البلدان الأصلية أو بلدان الاستقبال” يضيف نفي المصدر.
ونفس الدعوة إلى الحوار بين الأديان أطلقها ممثل الكنيسة الكاثوليكية في كوبنهاغن الذي شدد على ان المسجد لم يكن أبدا مصدرا للتطرف أو التعصب، مشيرا إلى أن التأثير المتزايد للأنترنت والشبكات الاجتماعية على وجه الخصوص على الشباب، يدعو إلى نهج مقاربة جديدة لمواجهة الأخطار التي تشكلها الإيديولوجيات الجهادية.
وفي نفس الاتجاه ذهبت ممثلة عمدية كوبنهاغن، دينا الحفار التي قالت في كداخلة لها خلال هذا اللقاء الذي حضرته سفيرة المغرب في الدانمرك، رجاء غنام، إن هنالك مشاريع قائمة على المستوى المحلي بهدف تعزيز الحوار مع الشباب ومكافحة كل أشكال التطرف والكراهية.
وأكدت دينا الحفار على أهمية الشراكة مع المدارس ومنظمات المجتمع المدني والأسر، وكذا المصالح الأمنية، مضيفة أنه ينظر في الدنمارك إلى التطرف السياسي أو الديني على أنه يشكل خطرا على المجتمع والديمقراطية.
يذكر أن هذا اللقاء حضره عدد من العلماء ورجال الدين وشخصيات سياسية، إضافة إلى أعضاء من مجلس الجالية بالخارج: البقالي الخمار (هولندا)، وأحمد الهمس (الدانمرك)، وعبد الله رضوان (إيطاليا)، ومحمد أياو (ألمانيا)، ومحمد خرشيش (اسبانيا)، وأفراد من الجالية المغربية وبعض الجاليات الأجنبية المقيمة في الدانمارك.