نظمت وحدة الدراسات الخاصة باسيا وأفريقيا، مركز الدراسات الشرق أوسطية (CEM) بجامعة كفوسكري بالبندقية يوم الخميس 23 أبريل 2015 بقاعة سيلفيو ترينتين، يوما دراسيا حول موضوع :”الاحتلال الاسرائيلي ونتائجه الوخيمة على المرأة والطفل االفلسطينيان” بحضور السفيرة الفلسطينية ماي الكيلة وتم تسبير الجلسة من طرف استاذة العلوم السياسية باربرا ديبولي.
عرجت السفيرة على المحطات التاريخية التي عرفتها القضية الفلسطينية في صراعها الدامي مع الوجود الاسرائيلي من وعد بالفور 1948 إلى الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية 1967، وكانت مداخلة السفيرة جد دقيقة وتحمل من التفاصيل ما يعري المشهد الدامي والمحزن للمرأة والطفل الفلسطينيين، حيث وقفت على السياسة الاسرائيلية وخططها الممنهجة في إضعاف الاقتصاد المحلي الفلسطيني وتفقير الشعب، مما انعكس سلبا على جل مناحي الحياة بفلسطين الاقتصادية منها والصحية والتعليمية وعلى الحياة الاجتماعية بشكل عام وخاصة على الجانب الحقوقي، مذكرة، السفيرة ماي، أن أساس الصراع وأسبابه سياسية قبل كل شيء.
ذهبت السفيرة إلى القول إن فلسطين كانت تعرف تعايشا سلميا بين جميع الديانات السماوية الإسلامية منها والمسيحية واليهودية، والقول إن الصراع ديني هو درء للرماد في العيون، لأن تاريخ البلد هو تاريخ الولادة والعبور لكل الديانات وتاريخ التعايش والتآزر بين مختلف الشرائح والبنيات فيه . وما تدعيه إسرائيل إنما تبحث عن الشرعية في سياستها الاستيطانية التي أكلت الأخضر واليابس، فسياسة التوسع التي تنهجها وحجزها على بيوت المواطنين الفلسطينيين وأراضيهم إنما هو تفقير للشعب الفلسطيني من خلال ضرب بنيته الاقتصادية والاستحواذ على خيراته وأملاكه، فحالة العوز لا تخلقها اسرائيل فقط لدى العائلات التي تستحوذ على ممتلكاتها وتهدم بيوتها بل حتى لدى العائلة التي تحاول جاهدة مساعدة أفرادها من التشرد ومن العراء، وهذه السياسة في توسع دائم ومستمر رغم قرارات الأمم المتحدة بعدم شرعيتها. ومن بين المناطق الأكثر تضررا، تقول السفيرة، غزة، حيث الالاف المواطنين الفلسطينيين يعيشون دون مأوى، يعيشون تحت سقف السماء، يرضعون الغمام ويتجرعون حرقة الحر، الالاف الغزاويين، تقول السفيرة، حرمو من بيوتهم، التي تم هدمها من طرف الجيش الاسرائيلي في حرب الصيف الفارط. غزة التي عرفت خلال خمس سنوات عجاف ثلاث ضربات قاتلة من اسرائيل، تم استعمال الاسلحة الكيماوية فيها الفوسفور الابيض واليورانيوم، قتل فيها أطفال ونساء وشيوخ وهدمت بيوت وحطمت البنية التحتية للمنطقة. وقفت السفيرة مليا عند غزة ومشهدها الدامي المتكرر والمستمر، غزة مدينة الموت والصمود معا، مدينة الأطفال الذين يولدون رجالا دون حق في الطفولة ولا في اللعب، حيث فيها فقط يعرف الأطفال لعب الصواريخ والحروب، وفيها حتما ولد أيمن، طفل، كما تحكي السفيرة، غزاوي ضحية من بين الضحايا الكثر لحرب اسرائيل: أيمن الذي فقد بيته في حرب 2014، فقد أمه وكل أفراد عائلته، وبين صمت الصواريخ وجد نفسه وحيدا، بين الضربتين وجد نفسه منفردا بنفسه بعاهات مستديمة حيث فقد عينه وأحد أرجله. والوضع الصحي في تدهور مستمر، تقول السفيرة الفلسطينية التي امتهنت مهنة الطب قبلا، حيث ذكرت أن النتائج الوخيمة التي زرعها الاحتلال صحيا هي فقر الدم من خلال تفقير المجتمع الفلسطيني والاستحواذ على خيراته الاقتصادية والزراعية، مما خلق ضعف المستوى المعيشي للساكنة، أضف إلى ذلك صعوبة الوصول إلى المستشفيات حيث أن النساء يجدن صعوبات في المرور في نقط التفتيش، الذين يتركن في حالات انتظار قاهر وطويل وفي ظروف صحية صعبة، مما يسبب اضطرابات نفسية للنساء والأطفال الفلسطينيين تنجم عليها أمراض نفسية خطيرة، دون أن تنسى السفيرة عدد الأطفال والنساء المعتقلات في السجون الفلسطينية، والمشاكل التي تعانيها المرأة الفلسطينية في حالات خروجها للعمل أو الدراسة حيث الحواجر في كل مكان ونقط التفتيش حيثما حللت و حالات التوقيف حيثما ارتحلت والاعتقال العشوائي حيثما وليت وجهك، مما يضطر الكثير من النساء من التخلي عن حقوقهن في العمل أو الدراسة لغياب حق التنقل، وغياب الحقوق البسيطة والشرعية للانسان، حقوق أقرتها المنظمات الدولية وانتهكتها اسرائيل بسياستها الاستعمارية الممنهجة ضد الشعب الفلسطيني.
واختتم اللقاء بمداخلات الطلبة، عن مجرى الأحداث وعن صورة الحملة الانتخابية الأخيرة لنتنياهو، حيث قالت السفيرة إن المشهد الحالي هو نموذج لسيطرة اليمين وتحكيم قبضته ومواجته لييساريين كاليساري ايلان ابيه.
انتهى اللقاء بين جدران القاعة واشعل فتيل الحقيقة وعي الكثير من الطلبة الذين تابعو باهتمام وانفعال ما يجري هناك في تلك الأرض القريبة البعيدة، وعن حقيقة وضعية حقوق الانسان وعن منتهكيها، وبقى صدى القضية الفلسطينية يحمل الأمل في عدالته الشرعية….
جوزيبينا
زينب سعيد