بعد تكتم شديد عن الوضع الصحي لزعيم البوليساريو، أرودت جريدة محلية إيطالية تصدر من مدينة “ريجيو إميليا” شمال البلد بعض التفاصيل عن رحلة العلاج التي قادت زعيم البوليساريو عبد العزيز المراكشي الى إيطاليا. وقالت الصحيفة ان الأخير حضر منتصف شهر يناير الماضي إلى المدينة، وذلك قصد إجراء مجموعة من الفحوصات الطبية غير أنها لم تشر إلى طبيعتها، وذلك في مستشفى تديره جهة “إميليا رومانيا”.
هذا المستشفى يعتبر من أكبر المؤسسات الصحية شمال إيطاليا، ويضم مختلف التخصصات يوجد في قلب المدينة التي تبعد عن مدينة ميلانو بحوالي 150 كيلومترا.
وفي إطار هذه الرحلة العلاجية، نزل عبد العزيز ضيفا كأي زبون عادٍ على فندق “موراندو” وسط المدينة، والذي يبعد عن البناية الصحية التي تلقى فيها العلاج بحوالي سبع كيلومترات، حسب ما أوردت الصحيفة المحلية دائماً.
والملاحظ أن الفندق ليس من النوع الفخم، بل من فئة ثلاثة نجوم فقط، وبرأي بعض المراقبين، فان اختيار هذا الفندق ربما بغرض التمويه والإبتعاد عن الأضواء وعن وسائل الإعلام.
وأضافت الصحيفة أن تدابير أمنية اتخدت لتأمين تحركات زعيم البوليساريو الذي حل بالمدينة قبل أيام من الموعد الذي حدده له الأطباء للخضوع للعلاج ، لكن المثير أن الأمن في المدينة عاش لحظات عصيبة ليلة الجمعة 16 والسبت 17 يناير بعدما تناهى إلى علمه أن مغربيين يحملان جوازي سفر فرنسيين يقيمان في نفس الفندق الذي يقيم به محمد عبد العزيز، وبانهما شخصين مشبوهين وقد يهددان بشكل جدي سلامته الجسدية.
وأمام هذا الطارئ، أشرفت السلطات على تنقيل عبد العزيز إلى فندق آخر يدعى “ميركوري أستوريا” تحت حراسة أمنية بينما اختفى المغربيان عن الأنظار واللذان يرجح انهما من رجال الإستخبارات. وفي اليوم الموالي، غادر عبد العزيز إيطاليا إلى وجهة غير معلومة.
وقبل أسابيع قليلة من الآن، عاد زعيم البوليساريو إلى المدينة الإيطالية نفسها، أي “ريجيو إميليا”، لمواصلة العلاج وإجراء التحاليل التي لم يكملها حينها، حسب ما أفاد المنبر الإعلامي المذكور. وفي نفس الفترة التي عاد فيها المراكشي علِم الأمن الإيطالي، بوصول شخصين مشبوهين من جديد إلى المدينة، أقاما هذه المرة في فندق يسمى “أوروبا” وقد يتعلق الأمر بنفس الشخصين اللذين ظهرا سابقا، ومرة أخرى تمكنا من الإختفاء عن الأنظار.
وكان تدهور صحة زعيم جبهة البوليساريو محمد عبد العزيز (67 سنة) حديث وسائل إعلام مغربية متفرقة في الشهرين الماضيين، بعدما لوحظ غيابه عن بعض الأنشطة الرسمية لجبهة البوليساريو. وسبق أن قيل أنه سافر إلى فرنسا قصد تلقي العلاج، غير أن السلطات الفرنسية نفت تواجده على أراضيها، وذهبت أخبار أخرى إلى كونه سافر إلى إيطاليا وهو أمر لم تنفه ولم تؤكده السلطات الإيطالية.
عبد الحق العلوة