أوردت صحيفة (إلموندو) الإسبانية، في موقعها على الانترنت، أن مساعدات الاتحاد الأوروبي لساكنة مخيمات تندوف (جنوب الجزائر) تعرف “تحويلا واختلاسا كبيرين” من قبل قادة “البوليساريو” وفي الجزائر، كشف عنهما مؤخرا تقرير للمكتب الأوروبي لمحاربة الغش.
وأوضحت اليومية الإسبانية، أن المكتب الأوروبي لمحاربة الغش، التابع للاتحاد الأوروبي، كشف عن هذا التحويل في تقرير من 250 صفحة، أشار إلى أن المساعدات الإنسانية التي أرسلها الاتحاد الأوروبي ومنظمات دولية أخرى بين سنتي 2003 و2007 لفائدة ساكنة تندوف “كانت تباع في الأسواق بالجزائر وموريتانيا ومالي”.
وأضافت اليومية، في مقال وقعه إغناسيو سيمبريرو، أن تقرير المكتب الأوروبي لمحاربة الغش بدأ سنة 2003 بعد أن لاحظ خبير بهذه المؤسسة، كان في إجازة بمالي، أن منتجات للألبان تحمل علامات وكالة المساعدات الإنسانية للجنة الأوروبية تباع في السوق المالية.
وتابعت أن المكتب عزا، في تقريره، هذا الاحتيال والتحويل إلى المبالغة في تقدير عدد الأشخاص الذين يعيشون بتندوف، مشيرة في هذا الصدد إلى أن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين “لا تتوفر على إحصاء خاص” لساكنة تندوف “لأن “البوليساريو، الذي يفرض هيمنته على المخيمات الأربعة، لم يسمح بذلك منذ 39 سنة”.
وأوردت اليومية الإسبانية أن الاتحاد الأوروبي يقدم مساعدات مالية لساكنة مخيمات تندوف منذ سنة 1975 على أساس ساكنة قدرتها الجزائر ب155 ألف نسمة، مشيرة إلى أن ما يسمى بممثل “البوليساريو” في أوروبا المدعو محمد سيداتي رفض الرد على مكالمات (إلموندو)، للبث في هذه الممارسات التي كشفت عنها الوثيقة المكتب الأوروبي لمحاربة الغش.
وذكرت (إلموندو)، في هذا السياق، بأن تحقيقا للصليب الأحمر الإسباني كان قد كشف قبل 16 سنة، كذلك، عن اختلاس قيادة “البوليساريو” لمبلغ 385 ألف أورو منحتها هذه المؤسسة لشراء إبل لفائدة ساكنة تندوف.
وسجلت اليومية أن المندوب السابق للصليب الأحمر بلاس بالماس (جزر الكناري)، أنطونيو سوزا، والطبيب البيطري، كارلوس غوثيريز، كانا قد انتقلا إلى عين المكان للتحقيق حول مصير هذا المبلغ، ولدى عودتهما أعدا تقريرا أشار إلى أن القطيع “أصبح مع مر السنين ملكا للبوليساريو”، مبرزة أنه “لم تتم معاقبة أي عضو من البوليساريو لحد الآن للاغتناء عن طريق الاحتيال والاختلاس”.