مجلس الجالية المغربية هو المؤسسة الدستورية التي تمثل المغاربة المقيمين بالخارج
أعضاء هذا المجلس هم في الحقيقة 35 شخص , رغم أن التصور الاولي الذي كان مقررا لها هو 50 فرد .
لا حديث و لا حدث فيما حققه مجلس الجالية وهذا من النقط السوداء التي تجعل مغاربة الخارج يكرهون السياسة خاصة ان فترة الانتداب انتهت منذ عهد بعيد , وهناك كفاءات تنتظر بفارغ الصبر أن تساهم بأفكارها وطاقتها وتصوراتها , لكن – مع من –
رئيس هذا المجلس هو السيد ادريس اليزمي , وهو معين من طرف الملك محمد السادس على رأس هذه المؤسسة , وفي نفس الوقت رئيس منظمة حقوق الانسان , غير ما مرة تم استدعائه من طرف الرلمان المغربي لتوضيح أمور الجالية , فرفض رفضا تاما بحجة أنه معين من طرف الملك , وكأن الشخصيات السامية التي تعين من طرف الملك لا يجوز مسائلتها في أي شيئ .
مؤخرا تمت المصادقة على القانون الجديد الذي يحرم الجمع بين وظيفتين , لكن هناك في المغرب من لا يطبق عليه القانون لظروف غامضة .
اقترحنا غير ما مرة ان تكون هناك اذاعة دولية بأطر مغربية تعيش في الخارج , ولو جلس المسؤولون ولو مرة لدراسة مزايا هذا المشروع لما انقضوا عليه بلهف كبير .
اليوم تأتي الاستثمارات البشرية في المقدمة قبل رؤوس الاموال , اٍنها فرص تضيع وكفاءات تذبل بمرور الوقت , مع العلم ان الكفاءات المغربية في الخارج كثيرة وتتأرجح بين ناشطين ومفكرين وجمعويين وأدباء وصحافيين ,وفنانيين وعلماء وحاملوا برامج وافكار.
جاء على لسان المندوبية السامية للتخطيط أن نسبة 26 من المائة في المغرب تم توظيفهم في مناصب لا علاقة لهم بها . هذا المثل ينطبق بالحرف على مجالات عدة , منها مجلس الجالية مثلا .
لا تقرير سنوي عن حالة الجالية , ولا مهرجانات في مستوى التطلعات , ولا تواصل مواضب مع مغاربة العالم .
في صيف هذه السنة سوف تكون الانتخابات المغربية بالمغرب , أما خارجه فلازالت الامور غير واضحة , هناك تسجيل عبر الانترنيت على موقع وزارة الجالية , لكن عملية الانتخابات لازالت تفتقد الى شروحات كثيرة.
عملية التحسيس والتسجيل كانت من أوليات مجلس الجالية , لكن مع كامل الاسف حينما يغيب التصور العام تغيب معه كل الامور .
الاشكالية أو التناقض الكبير هو أنه بين الحين والحين يقوم بعض الوزراء بزيارة مغاربة العالم ويرددون في خطاباتهم التشبث بالهوية وثقافة البلد الاصلي وتقاليده شي عظيم لا مرد ولا تفريط فيه . أما الوطنية فقد أصبحت من الاساسيات على لسان كل المسؤولين .
من خلال هذا التصرف يقع خلاف بين القول والعمل , فينشئ ارتباك في التصور العام , فتتراجع المصداقية لدى غالبية الجالية المقيمة بالخارج .
هذا العمل الاخير يعطي تأؤيلات وشروحات كثيرة منها الاحساس لدى مغاربة العالم بالتهميش والاستصغار فيما يخص الانتخابات المغربية المقبلة .
محمد بونوار من المانيا