يعتبر المغرب من بين البلدان المصدر للهجرة عالميا، حيث أن نسبة المهاجرين المغاربة تصل إلى 10% من مجموع ساكنة المغرب، فظاهرة الهجرة بدأت منذ الاستقلال، وتعتبر فرنسا من البلدان الرائدة المستقبلة لليد العاملة المغربية تليها بلجيكا و هولندا والمانيا ثم اسبانيا وايطاليا. فقد ارتبطت هجرة المغارية إلى ايطاليا بأزمة البترول بالشرق الأوسط 1973، في سبعينيات القرن الماضي، وجاءت السياسة التقيدية، التي اعتمدتها البلدان الاوربية بخصوص الهجرة، في مجملها مع اتفاقية شنغن 1985، التي كان الهدف من ورائها تسهيل حركية المرور داخل دول الاتحاد وفحص الداخلين من الخارج . فسنوات 70 تعتبر البداية الأولى، أو المرحلة الأولى، لحضور المهاجر المغربي بالديار الايطالية وتسوية وضعيته القانونية، وقد كان استقرارهم بالجنوب بداية وبعدها نزحوا إلى الشمال، كانوا في معظمهم دون مؤهلات علمية ودون عمل، وقد امتهنوا وظائفة بسيطة، كباعة متجولين وعمال وفلاحين صغارا ومنظفي الزجاج. أغلبهم اضطر للهروب من مشاكل البلد الناجمة عن الجفاف والديون. أما سنوات 80 فقد كانت مرحلة للتوحيد، والتي يمكن تعريفها بتأسيس المجتمع أو الجالية المغربية، حيث أن تدفق الهجرة لم يعد خاصا بمهاجرين نزحوا من القرى هروبا من ظروف عيش صعبة، بل حتى من المدن، والآتون هم عمال لم يجدوا عملا في مصانع المغرب ولا في مناجم الفوسفاط، بالإضافة إلى حرفيين جلهم شباب، كانوا على استعداد للاندماج في سوق الشغل، ليس فقط في الفلاحة، بل في قطاع البناء والصناعة وخدمات التنظيف، ومحطات الوقود والتجارة، وكانت هناك حاجة ماسة لليد العاملة لذا اندمجوا بيسر. كما كان هناك طلبة جامعيين، وجدوا متنفسا في الجامعات الايطالية وساهموا في رفع المستوى الثقافي للجالية المغربية، اشتغلوا كوسطاء ثقافيين ومصلحين اجتماعيين. في حين أن سنوات 90 كانت إعادة التركيب العائلية وذلك بمجيء النساء، الذين أعطوا بحضورهم الفكرة الطبيعية للاندماج وذلك بولادة الأطفال، فتنوعت أنشطتهم وبرز حضورهم. وتعتبر سنة 2000 تشكيلا للمرحة الحالية مع الارتفاع الصارخ لعدد المهاجرين المغارية. وذلك من خلال التحمل العائلي وارتفاع النمو الديمغرافي وعدد الأطفال الذين قووا روابطهم بالمجتمع الايطالي. وقد قسم كل من محمد المغاري ومحمد الفاسي الفهري تاريخ تواجد المهاجر المغربي في ايطاليا إلى ثلاث مراحل، وذلك في تقريرلهما عن تاريخ وجود المغارية في ايطاليا 2011، كل مرحلة استغرقت عقدا من الزمن، مرحلة تشكبل الهويةـ امتدت من 1970 إلى 1980 وهي مرحلة استكشاف مساحة جديدة لامكانيات الهجرة، والمرحلة الثانية امتدت من سنة 1985 إلى 1995 وتعتبر مرحلة تأسيس الجالية المغربية فالمرحلة الأخيرة التي امتدت من سنة 1997 إلى يومنا هذا وهي مرحلة تـاكيد الوجود وتحقيق عنصر الاستقرار.
ففي احصائيات التقرير السنوي “الجالية المغربية في ايطاليا جسر على البحر المتوسط” عن مركزأبحاث ايدوس لسنة 2013 وصل عدد المغاربة المقيمين بايطاليا في 31 دجنبر 2012 إلى 513.374 نسمة أي 13,6% من مجموع المهاجرين، من بين حصيلة 3.764.374 من المهاجرين الغير منتمين للاتحاد الاوربي و44,6% من مجموع المهاجرين الافارقة. فالمغاربة يعتبرون الجالية الثانية وطنيا من بين مجموع المهاجرين، والجالية الاولى ليس فقط في شمال افريقيا، بل من بين كل المهاجرين الغير منتمين للاتحاد الاوربي. يشكل الذكور 56% 288.242 والاناث 44% 225.132. في حين أن الاطفال يشكلون 31% أي 158.023 تليها نسبة الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 30 و 39 سنة حيث يشكلون 23.5% .والجهة الحاضرة بقوة هي جهة الشاوية ورديغة حيث تشكل 25,3% من مجموع المهاجرين المغارية المقيمين بايطاليا ويتمركزون ببيمونتي، اميليا رومانيا ولومبارديا، تليها الدار بيضاء الكبرى، حيث تشكل22% من مجموع المغاربة، ويتمركزون بإميليا رومانيا، بيمونتي ولومبارديا ثم الفينيطو، فتادلة أزيلال 16,1% من مجموع المهاجرين المغارية، يتمركزون ببيمونتي واميليا رومانيا . في حين أن مغاربة رباط سلا زعير زمور فيتمركزون بلومبارديا وبيمونتي والفنيطو ثم اميليا، ويتمركز مغاربة جهة مراكش تنسيفت الحوس بالفينيطو وطوسكانا واميليا رومانيا ثم لومبارديا.
وأغلب المهاجرين المغاربة يستقر، حسب التقرير السنوي للجالية المغربية بايطاليا الصادر عن وزارة الشغل والسياسة الاجتماعية بروما 2013، بلومبارديا بنسبة مئوية24,3%، 124.702 نسمة من المجموع العام للمغاربة تليها ايميليا رومانيا بـ 15,7% من المجموع العام للمهاجرين المغاربة ثم بيمونتي 14,0%، فالفينطو(13%)..والجهات التي تعرف حضورا بارزا للعمال المغارية هما جهة ايميليا رومانيا 4.181 نسمة من العمال المغارية و الفينيطو 3.358 نسمة. فالجالية المغربية الايطالية تتميز عن غيرها الغير منتيمة للاتحاد في ارتفاع عدد الأطفال الاقل من 14 سنة حيث أن عدد المسجلين منهم في تصريح الاقامة والمنضوين تحت لواء عائلي ورب بيت، يصل إلى نسبة 145.949, 28,4% نسمة، والعزاب غير المتزوجين 145.506, 28,3% نسمة، في حين أن نسبة المتزوجين منهم تصل إلى217.440, 42,3% نسمة، أما المطلقين فتصل نسبتهم إلى 1.699, 0,3% نسمة والمنفصلين 548, 0,1% نسمة، في حين أن الأرامل تصل نسبتهم إلى 548, 0,1% نسمة. ويعزى سبب الحضور إلى العمل الذي يشكل 48,5%، 833.211 نسمة والتحمل العائلي بنسبة , 40,9% 703.229 نسمة فالدراسة بنسبة ، 3,0% 50.974 نسمة ثم اللجوء السياسي بنسبة , 4,5% وأسباب اخرى تشكل 3,1%.هذا وقد دأب التقرير السنوي للجالية المغربية بايطاليا عن أبحاث ايدوس 2013 إلى أن عدد الاطفال الغير مصحوبين يصل إلى 655 ،وحسب التقرر السنوي “الجالية المغربية الصادر عن وزارة الشغل والسياسة الاجتماعية 2013” فإن القاصرين المغاربة يشكلون .15% ويعتبرون سادس جسنية من حيث عدد القاصرين غير المصحوبين في ايطاليا. أما عدد اللجئين فيفوق 400، الذين جاؤوا لاسباب انسانية، في حين أن 382 دخلوا لاسباب الحضانة، و258 للاستشفاء و240 للاقامة الاختيارية، و68 من أجل التدريب وواحد عطلة عمل، و52 لاسباب قضائية، 7 من أجل الابحاث العلمية . ويشغل المغاربة –حسب التقرير السنوي لايدوس2013- الصناعة بنسبة 41% و19,3% في التجارة و 16% في الفلاحة.ويصل عدد الباحثين عن عمل – حسب التقرير السنوي للمغاربة الصادر عن وزارة الشغل والسياسة الاجتماعية 2013- يصل إلى 13% ،في حين أن نسبة العاملين تصل 46.2%، ونسبة المعطلين عن العمل تصل إلى 40%. ودأب نفس الترقر إلى أن عدد المقاولات للافراد المغاربة يصل إلى 58.558 أي 19.4% من مجموع المقاولات الغير منتمية للاتحاد، 52.389 لافراد ذكور و6.169 لافراد إناث.

زينب سعيد