في إطار أنشطتها الإشعاعية الهادفة إلى إقامة جسور التواصل والتلاقح ما بين الثقافات، نظّمت جمعية “أمصاواض” للإعلام والتنمية، لقاءً مفتوحاً مع الكاتبة الأمازيغية المقيمة بإسبانيا “ليلى قروش”، وذلك مساء يوم الأحد 2 نوفبمر الجارين بالمركب الثقافي بالناظور.

اللقاء الذي أداره وقدمه باقتدار الطالب الباحث في الدراسات الإسبانية “محمد بوكربة”، عرف حضوراً نوعياً لعدد من الفعاليات الثقافية والإعلامية والتربوية، إضافةً إلى حضور مكثف للطلبة والباحثين الذين التأموا جميعاً من أجل الإقامة في عوالم الكاتبة المتميزة “ليلى قروش”.

افتُتِح اللقاء بكلمة ترحيبية لـ “يوسف بيلال” رئيس جمعية “أمصاواض” الذي أشار إلى أن هذا اللقاء المفتوح يندرج ضمن الأنشطة الثقافية/الإشعاعية لجمعيته التي من بين ما تسعى إليه، مد جسور الإعلام والثقافة في مغربنا الحبيب، من أجل تقريب المسافات بين أبناء الوطن بمختلف أطيافهم، سواء في الداخل أو في المهجر، وذلك لإيصال وجهات النظر والإنصات للآخر من خلال مفاهيم ثقافية تجمع الأدباء والمثقفين والإعلاميين في لقاء وحوار حضاري. وأشاد رئيس جمعية “أمصاواض” بالكاتبة “ليلى قروش” التي وصفها بأنها عشقت اللغة “الكاتالانية” واستعملتها بذكاء لإبراز الموروث الثقافي والحضاري الغني لمنطقة “الريف”، مضيفاً أنها استطاعت أن تجعل من كتاباتها عن المجتمع موضوعاً يستحق الكتابة وأدباً يستحق القراءة.

بعده أخذ الكلمة “علي الطويل” رئيس جمعية الثقافة الأمازيغية بكاتالونيا، مبرزاً الجهود التي تبذلها جمعيته من أجل التعريف بالثقافة الأمازيغية والمحافظة عليها بالديار الإسبانية، وقال أن المغاربة المهاجرين يُعتبَرون سفراء بلدهم في المهجر، مبدياً رفضه للصورة النمطية المروّجة عن المغاربة، كما أكد على ضرورة تعليم الأبناء والبنات ومحو الجهل من المجتمع للوصول إلى المبتغى. ودعا “الطويل” إلى ضرورة تكاتف الجهود من أجل الحفاظ على الثقافة الأمازيغية والنهوض بها سواء داخل أو خارج أرض الوطن، مشيداً بالدور الذي تقوم به الكاتبة “ليلى قروش” في الحفاظ على الموروث الثقافي الأمازيغي والذي يتجلى في إبداعاتها الأدبية التي صححت من خلالها الصورة النمطية للمغاربة في المخلية الكاتالونية.

كلمة الكاتبة “ليلى قروش” بهذه المناسبة كانت مؤثرةً ومعبّرةً عن مواقفها ومبدئها الثابت والصادق في حب هذا الوطن وانتمائها الأمازيغي/الريفي، وقالت أنها ستكون سعيدةً إذا وصلت كتاباتها، عبْر قيم جمالية، إلى أن ترسخ مباشرةً في قلب القارئ، وهذا يهمها أكثر من أن يُفهَم كتابها أو روايتها بشكل أو بآخر. وقد انطلقت من السؤال: لماذا أكتب؟ فاستحضرت تجربتها الخاصة مع الكتابة، التي لم تمارسها بشكل واع ومُنَظَّم إلا بعد أن اقتنعت بجدواها وضرورتها.

وأشارت “قروش” إلى أن طفولتها كانت بمثابة مصدر أساس للكتابة ومُعِين منحها الانتماء إلى هوية متعالية على قسوة الغربة، منذ أن هاجرت رفقة أسرتها إلى إسبانيا وهي ابنة ثمان سنوات قضتها بجماعة بني سيدال لوطا بإقليم الناظور، كما ألمحت خلال حديثها إلى ما تحقق لها من نجاحات في حياتها العملية ومسيرتها الأدبية، والذي جاء بعد إصرارها وعزمها على تحقيق ما تريد.

ولم تفوت “قروش” الفرصة لتستعرض بعضاً من أعمالها، مثل: “شجرة القراءة”، “من الناظور إلى بيك” و”بصمات من الناظور”، هذا الكتاب الأخير الذي نال إشادة وإعجاب النقاد في الأدب “الكاتالاني” مما جعل الكاتبة تفوز بجائزة “عمود الشباب”.

وقد اتسمت أشغال هذا اللقاء الأدبي بحوار هادئ تم بين الكاتبة والحضور، إضافةً إلى الحميمية التي نسجتها بتلقائية “ليلى قروش” عبر إجاباتها الدقيقة والذكية لأسئلة المتدخلين الذين لم يتركوا الفرصة تمر من دون المطالبة بتجديد اللقاء مع الكاتبة.

وفي الختام قدمت جمعية “أمصاواض” للكاتبة “ليلى قروش” شهادةً تقديريةً وهديةً رمزيةً تثميناً لمسيرتها المتميزة وتكريماً لها على عطائها وبصمتها المتفردة في الإبداع الأدبي.

جمعية “أمصاواض للإعلام والتنمية – لجنة الإعلام والاتصال والتعاون