خلال اللقاء الذي جمع أبناء المغرب العربي الكبير في باريس حضرهممثل جريدة الإنماء الذي حاور الصحفي المنتج محمد الريصاني الذيأجاب على عدة تساؤلات تشغل الرأي العام بكل صراحة وفيما يلي نصالحوار:
س: متى التحقتم بفرنسا ولماذا؟
لقد التحقت بباريس سنة 1990 كطالب جامعي وفي نفس الوقت كنت أقوم بنشاط فني وأشعر أنه عن طريق الفن والموسيقى والثقافة يمكننيبعث رسالة تتجلى في التعايش مع مختلف الجاليات و تقريب وجهاتالنظر فيما بينهم مما يجعلهم يتعرفون على بعضهم عن قرب ، بهذه المبادرة نحاول تحطيم الحواجز والتغلب على العراقيل التي سببتها بعض المشاكل السياسية بين البلدين (المغرب والجزائر) مع العلم أن إطارالايخاء والجوار والعلاقات التاريخية الحميمة واللغة والدين والتقاليد يجمعهم ، فالمغاربة و الجزائريون المقيمون هنا بباريس استطاعوا أن يتجاوزوا المشاكل السياسية وينسجموا لقد أصبحنا نعيش هنا في فرنسا كشعب واحد وصار الأجانب لا يفرقون بين المغربي والجزائري. إن أسلوب التعاون أصبح قائم بيننا بمدينة الأنوار التي يلتقي فيها الفنانون، إننا نبعث منها برسالة صريحة للعالم تتجلى في كوننا إخوان لا فوارق ولا حواجز بيننا. طبعا هناك أقليات تحاول أن تظهر بأسلوبها الخاص أنها جزائرية ولكن حسن تعاملنا معها يذيب تلك الحواجز بالإضافة لما أقوم به من تنشيط في إذاعة الشمس الباريسية التي أقدم ضمن حصصها برنامجا يعتبر صلة وصل بين الجاليات العربية والمسلمة من خلاله تذوب الخلافات السياسية المتداولة ويبرز خطاب آخر يذيب النزاعات المفتعلة بين البلدين ( المغرب والجزائر) وقد نظمنا مجموعة من اللقاءات والأنشطة الموسيقية والتظاهرات الثقافية المشتركة وفي كل مناسبة أنتهز الفرصة المتاحة للاحتفال بالأعياد الوطنية الجزائرية أو غيرها من المناسبات لتحطيم الخلافات والنزاعات التي تتحدث عنها الصحافة المكتوبة والمرئية . إنني أحمل رسالة تتجلى في التقارب بين الجاليات التي أجمعها في كل المناسبات ، فخلال مباراة التأهيل لكأس العالم جمعت المغاربة والجزائريين لمشاهدة مقابلة الجزائر وكانت أعلام البلدين حاضرة بقوة حيث هيمنت على هذا اللقاء حرارة التآخي و لحنت بالمناسبة قطعة تتغنى بالمغاربة والجزائريين والموريتانيين والليبيين كانت من بين فقراتها ‹‹أنا عربي مبروك عليك يا جزائر» وقد لقيت هذه القطعة صدى طيبا لدى المستمعين وخصوصا من طرف الجمهور الجزائري الحاضر مما أنساه مشكل البوليساريو وخلاف الصحراء حيث كان الكل يردد إننا شعب واحد.
س : ما هي الأسماء المغربية والجزائرية التي استضفتها في برامجك ؟
هناك مجموعة من اللقاءات الإذاعية التي ركزت فيها على الجانبين الفني والثقافي فأسماء الذين استضفتهم من المغاربة والجزائريين لا تحضرني كلها الآن إلا أنه من بين ضيوفي الشاب خالد الذي استضفته في نونبر2011 والفنانة المغربية سناء مولابي والفنان الجزائري عبد القادر شعوب و يونس مكري والزجال المكناسي زكرياء حداني الذي مكنته من لقاءمع مخرجة فيلم الكوسطو .
س : ما هي نظرتك لبعض القضايا المطروحة التي تؤثر على التطور الثقافي والفني في المغرب العربي ؟
عندما يشاهد الناس الإرهاب والقتل والتجويع في بلداننا كل يحلل ذلك منمنظوره الخاص أما موقفي من ″ الربيع العربي ″ فيعني أن هذا العالم لميكن فيه أي استقرار وأن هناك صراعات وحركات اجتماعية مضطهدة من طرف الحكومات العربية و قد أعطيت لهذا الربيع صفة رسميةواستعمل للمطالبة بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية .
س : ما هي قصتك مع تندوف ؟
عندما أتكلم عن تندوف تذرف الدموع من عيني بغزارة وقد كتبت أغنية تتحدث عن أختي المغربية المتزوجة من ابن خالتي الجزائري التي تعيش في مدينة وهران فحينما كان والدي على فراش الموت اجتمعت الأسرة بكاملها لتوديعه الوداع الأخير باستثناء هذه الشقيقة التي غابت عنا وحدها وبقيت في الجزائر لأنها لم تتمكن من عبر الحدود المقطوعة لإلقاء نظرةعليه قبل دفنه مع العلم أن مدة الرحلة إلى وجدة لا تتعدى ساعة من الزمن فقطع الحدود الجائرية بين البلدين الشقيقين هو السبب في ذلك وهذه جريمةإنسانية شنعاء ارتكبها من أصدروا هذا القرار في الجزائر.
س : ما هي الرسالة التي توجهها للمسؤولين عن هذا الفعل ؟
إنني أتوجه لذوي الضمائر الحية لأقول لهم يجب فتح الحدود بين الجزائروالمغرب وأن الرئيس الجزائري بوتفليقة الذي ازداد في مدينة وجدةيتمنى من كل أعماقه قائلا : يا ليت الفرصة تتاح لي لأذهب إلى عاصمة المغرب الشرقي وأرى مسقط رأسي والمدرسة التي تعلمت فيها والحمام الذي كانت تعمل فيه أمي. إنني أوجه ندائي لذوي القرار لأقول لهم :للسياسيين نزاعاتهم ولكن لنا نحن المواطنون أهلنا وإخواننا وأقاربنا في البلدين ولنا قلوبنا ومشاعرنا وجيراننا هنا وهناك وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم خيرا بالجار إلى درجة أنه كاد أن يكون وارثا. فلا بد من إيجاد حل لهذا المشكل حتى لا يبقى الشعبين الشقيقين ضحية لهذه النزاعات المفتعلة .