كان الفقر والرغبة في العيش الكريم سببا في مغادرتها رفقة امها الجزائرية و ابيها المغربي من الناظور باتجاه اسبانيا و هي ابنة 8 سنوات. هي أول كاتبة مغربية باللغة الكاتالانية.
انها الكاتبة المغربية المقيمة باسبانيا ليلى قروش ، تقول ” كانت اسبانيا حلم وكابوس في نفس الوقت. حلم لانه كانت لنا آمالا في أن تصبح شخصا متميزا في هذا العالم، كابوسا لأنه من اجل ان تحقق ذاتك على وطموحاتك له ثمن باهظ للغاية وليس سهلا”.
ما هي تطلعات المرأة المهاجرة في بلد الاستقبال ” اسبانيا” ؟
كل امرأة تختلف عن الأخرى . بعضهن يصلن الى هنا بدون أحلام وبدون تحديات، والبعض الآخر عكس ذلك. طموحي هو أن اكون مثالا جيدا وقدوة لبناتي، والتحدي هو هذا النوع الاول من النساء ان يكون لهن تطلعات وتحديات!
هل أجهضت الأزمة الاقتصادية أحلام المرأة المغربية المهاجرة ؟
في الأزمة كما في الحرب يجعلانك قوية أو ضعيفة. فمن الواضح أن المال ضروري للعيش الكريم ولكن ليس هو كل شئ من أجل البقاء. وقد اضطرت العديد من النساء الى الفرار من الفقر بجيوب فارغة وبلا احلام. وقد اخترن آخريات مواصلة القتال للبقاء في المكان الذي نحن فيه. مع مرور الوقت، أدركت أن احسن طريقة لمكافحة هذه الأزمة الاقتصادية هي الدراسة، الانفتاح على العالم. لهذا السبب، أشجع الفتيات الصغيرات وأمهاتهم على الدراسة والتعليم من اجل ان تصبح قويات بمعرفة كيفية التحرك في هدا العالم، هذا العالم الذي يمكن أن يتحول في أي وقت في صالحنا أو ضد.
وأؤكد أن المرأة المغربية المسلمة يتم الحكم عليها بشكل غير عادل بسبب الجهل. يبدو أن مظهرنا الخارجي هو أكثر أهمية من الداخل، مما يجعلني غريب الأطوار. علينا أن نتحدث، نتبادل وجهات النظر كي نصل الى رؤية ومعرفة ما وراء الملابس و المظهر الخارجي.
ما هي التسهيلات التي قدمها لك المهجر من اجل الإبداع ؟
اسبانيا لا تعطي شيئا بالمجان. التسهيلات أنت من يجب أن يعثر عليها، وذلك بطرق الأبواب والاتصال بالناس.أكيد سوف تجد شخص ما دائما.
ما هو صحيح، كما في حالتي، هو أنه عندما كنت على اتصال و الاهتمام بالهجرة، سهل علي فتح الابواب وابراز المصالح المشتركة.
الاصعب هو الولوج الى عالم الأدب، والبقاء فيه هو أكثر تعقيدا من ذلك بكثير لأن هناك الكثير من المنافسة،وهناك كتاب رائعون جدا.
كيف تجسدين المرأة في كتابتك ؟
في أعمالي، دور المرأة هو أمر بالغ الأهمية. كانت المراة مرجعي، جدتي . المرأة هى الكائن الذي يطبع الكثير من جوانب الحياة، المراة ليست شخصا واحدا ولكن هي مجموعة من الناس: الأطفال، والزوج، والآباء والأصهار … لهذا يعجبنى هذا الكيان وأنا فخور بأن أكون واحدة منهن.
في عائلتي النساء من جميع الأجيال هي الركيزة التي تحمل الوزن، واللواتي يسعين لإيجاد الحلول لمشاكلنا. احيانا يجب ان نعترف انه في بعض الأحيان، بعض النساء يضعن عراقيلا ومكابح عندما يتعلق الامر بتعليم الفتيات.
كيف تستثمرين الهجرة و المرأة في إبداعاتك ؟
الهجرة لا تغيير دور المرأة. في المناطق الريفية هي التي تقوم بجميع المهام ، لديهن نفس إيقاع الحياة. يعتمدن بشكل كبير على مكان المنشأ والمستوى الثقافي للمجتمع المضيف يمكن أن يكون بمثابة الضغط بالنسبة لهن.
في اعمالي أنا أتحدث عن الهجرة باعتبارها عملية طبيعية وحتمية اذ يجب علينا أن نقبل كل من المرأة والرجل على حد سواء.
الست كتابتك بالاسبانية شبه حاجز أمام معرفة القارئ المغربي بك ؟
أنا أكتب بالكاتالانية أكثر من القشتالية. أعتقد أن على المرء أن يكتب باللغة التي يتقنها.لم اكن محظوظة بالدراسة في المغرب؛ بل لا استبعد أن اتعلم في الكبر، انها واحدة من أحلامي.
اليوم هناك المترجمين الشيء الجيد الذي سيجعل اعمالي تصل لجميع الجماهير.
شيء مهم بالنسبة لي، أكثر من اللغة الأصلية للعمل، هو الشعور الذي يليه، والذي أنقله للقارئ. الاحساس بالوطن وشعبه يسيطر باستمرار على اعمالي.
الم تتعرضي لأي موقف عنصري كامرأة مهاجرة مبدعة تقتحم عالم الإبداع الاسباني ؟
أفضل وسيلة لمكافحة العنصرية هى الولاء واحترام الذات والآخرين، والذكاء.
في حياتي المهنية لقد تلقيت بعض المعاملات السيئة، الشئ الذي جعلني أقوى ولا انجرف لما يقوله الاخرون أو لا يقولونه. وأنا أدرك أنني لا يمكن أن اعجب الجميع أينما ذهبت وارتحلت، ولكن كرامتي معي ترافقني كل يوم من أيام حياتي. أنا لا أريد أن أحكم على احد أو ان يحكموا علي مسبقا دون معرفتي. نحن كما نحن وعلينا أن نحترم بعضنا ونحترم الأخر.
أعترف بأنني تلقيت من قرائي، مشاعر أكثر إيجابية من المواقف السلبية.
هل تعرضت لموقف أحسست فيه بالفخر كمغربية؟
لقد كنت دائما فخورة بكون مغربية. في سن المراهقة ، كنت احاول إخفاء جزء من هويتي من اجل كسب ود زميلاتي في المدرسة. مع مرور الوقت أدركت أن أفضل شيء يمكن أن يحدث هو انني ولدت حيث ولدت.
المغرب ذاك البلد الدافئ، باهله البسطاء، يعطني فخرا كبيرا. ومن المثير للاهتمام وعلى مر السنين التي اعيشها بعيدا عن جذوري ووطني تزداد العلاقة مع بلدي قوة .
ما هي أهم الانجازات التي حققتها في اسبانيا ؟
انجازي الأهم هو كوني أول امرأة مغربية نشرت كتابا باللغة الكاتالونية. كان ذلك في فبراير 2004 بحيث ظهروا كتاب آخرون بعد ذلك الحين.
للتواصل مع القراء من خلال تجربتي الشخصية كان بمثابة العلاج الشخصي، وسيلة للافراج عن ضيقي، وسيلة للتعريف بي وللتعبير عن المشاعر المشتركة التي لا نجرؤ على البوح بها خوفا مما سيقولونه عنك.
ما هي أحلام ليلى الكروش ؟
حلمي هو أن اصل باعمالي إلى المسرح، والوصول إلى جمهور أوسع بهدف شرح حياتي أكثر من ذلك، إعطاء أمل ضئيل للنساء القادمات إلى هنا. يمكنك تحقيق كل شيء مع الجهد والمثابرة والكفاح.
ماذا يمثل لك البلد الأصل المغرب و بلد الاستقبال ؟
مثل أمي وأبي. أحتاج لكلاهما على حد سواء. المغرب ولدت فيه، اعطاني الأسرة والأصدقاء، القيم وأكثر من ذلك. أشعر بشعور خاص لكوني جزءا من ذاك المكان السحري. البلد المضيف يعطيني الأمل، الطموح والرغبة، ثقافة أخرى، واللغة …
لقد ولدت في المغرب وسادفن في المغرب. اين سأموت؟ فقط الله يعلم ذلك. الآن، أينما ذهبت، أنا ادافع عن بلدي وعن البلد المضيف.
عن الزميلة بلادْنا