قضية اماني الخياط، رسالة قوية الى كل النخب السياسية والاقتصادية المغربية الفاعلة، التي لديها بعض الغيرة على هذا الوطن العزيز علينا جميعا، صورة المغرب هشة ومشوهة بالخارج، فبقليل من الحيادية و الواقعية، نعلم غالبيتنا ان تصورات الاجانب عنا هي غير بعيدة عن ما صاغه خيال هذه الاخيرة وعبرت عنه من خلال احدى حلقات برنامجها و الذي اذاعاته على مسامع كل الناطقين باللغة العربية.
ولذلك ولتفادي مواقف كهذه مستقبلا، يجب العمل على تحسين صورة المغرب بالخارج، ليس بكثرة المهرجانات التي تبذر المال العام… و انما بالجد والعمل والاصلاح والتفاني و نكران الذات وحب الوطن والصدق والنزاهة في تدبير الشأن العام ، بالقضاء على الفقر الذي ينهش فئات عريضة، واطلاق المشاريع المدرة للدخل، ودعم القدرة الشرائية للمواطنين وتشجيع السياحة الداخلية التي من شأنها دعم اقتصاد البلاد (بدل انتظار فقراء الاوروبين الذين لم تسعفهم قدرتهم الانفاقية بزيارة بلدان اكثر رفاهية ورقيا، ففضلوا المغرب كوجهة تعويضية)، بالاهتمام بجمالية وعمارة ونظافة المدن، و محاربة البطالة، واصلاح منظومة التعليم، والمنظومة الصحية، كما محاربة ثقافة الريع و المحسوبية… كل ذلك ممكن اذا اجتمعت قوة الارادة و صدق مشاعر الوطنية، كما الغيرة على صمعة هذه الارض.
فالتوق الى الاصلاح الجدري والتغيير الفعلي هو الذي من شأنه ضمان الاستقرار وتحسين المراتب بين تصنيف الدول. اما ان نبقى نتبجح امام الغير اننا نعيش في امن وامان بينما غيرنا يجتر ويلات الانقسامات والفوضى و الحروب، فذلك لن يرفع من قيمة البلاد ولا العباد، ففي الاخير قيمة البلدان مرتبطة بارتفاع مستواهم الاقتصادي والاجتماعي. فلا اتذكر ابدا ان احدا قد سبق له وان تهكم على الالمان او الروس او السويد او حتى الصين…