اعتقد جازما أن فاطمة لم تمت. بل هي حية في قلوبنا. لولا فاطمة لما عرفنا ما عرفناه اليوم .عرفنا أن بعض المتبرعين بالدم يلهثون وراء أضواء الكاميرات. ومعهم بعض الجمعيات التي تتغنى بين الفينة والأخرى بالقيام بحملات تبرع بالدم لكن مصحوبة بأضواء الكاميرات .هذا من طبيعة الحال للتباهي. وما دامت فاطمة لم تتجه إليها هذه الأضواء حرمت المسكينة من نقطة دم كانت ستنقذ حياتها. وهنا نتساءل كما يتساءل الرأي العام الوطني والدولي. أين ذهبت تلك الكميات الهائلة من أكياس الدماء التي تبرع بها المغاربة قاطبة. وعلى رأسهم عاهل البلاد . أين تلك الكميات الهائلة من الأدوية التي تتبرع بها جمعية للا سالمة. نحن لا نتهم احد بقدر ما نريد جوابا شافيا لمعرفة الحقيقة. فاطمة كانت ستبقى على قيد الحياة لو ساهم المسئولين على القطاع الصحي بجزء من مسؤوليتهم اتجاه فاطمة
فاطمة كانت ستبقى على قيد الحياة لو خرجت تلك الطابوران من المواطنين للتبرع بالدم من اجل فاطمة وليس من اجل شيء أخر
فاطمة كانت ستبقى على قيد الحياة لو خرجت تلك الجمعيات التي تخرج في عدة مناسبات أو بدونها للإعلان عن حملة استثنائية للتبرع بالدم لفائدة فاطمة
فاطمة كانت ستبقى على قيد الحياة لو شيدت الدولة المغربية مستشفى خصوصي لمعالجة السرطان التي تسبب في نزيف حاد لفاطمة .وهذا ليس من اجل فاطمة فقط، بل من اجل سكان منطقة الريف الذين يعانون من هذا المرض الفتاك نتيجة دفاعهم عن وطنهم وطردهم للمستعمر الاسباني الجبان من المنطقة .وزرع هذا الأخير ما زرع وهاهم سكان الريف يحصدون ثمارها. لكن بمذاق المرارة المرة ألا وهو الأنين الناتج عن ألام مرض فتاك اسمه السرطان. يقضي على حياتهم واحد تلو الأخر في غفلت منهم وفي صمت
لو شيدت الدولة المغربية مستشفيات بمنطقة الريف لمعالجة هذا الوباء الفتاك لكانت طوت صفحة الماضي وبالتالي تكون قد عقد ة مصالحة مع أبنائها
اليوم أتى دور فاطمة. لكن أكيد أن دورنا ينتظرنا نحن كذلك . ويكون مصيرنا كمصير فاطمة
إذن نامي يا فاطمة قريرة العين. لأنك لم ولن تموتي. بل انك حية في قلوبنا. وكنت السبب في استيقاظ بعض النوام من سباتهم العميق. إذن فكلنا فاطمة وكلنا سيكون مصيرنا مثل مصير فاطمة إن لم يتدارك الأمر وتستبدل المواقف