بدأ حزب فيلدرز اليميني المتطرف المعادي للإسلام والأجانب يفقد ما تبقى من مصداقيته التي رصدها على مر سنوات مضت و بدأ يفقد أعمدته واحد تلو الآخر ..
إحتجاجات واستقالات وردود فعل غاضبة من داخل الحزب وخارجه تنذر بعواصف قد تعصف بالحزب . هذا وسط موجة غير مسبوقة من الاحتجاجات بعد تعهد زعيمه خيرت فيلدرز أمام أنصاره بالسعي لتقليل عدد المغاربة في هولندا خلال احتفال بانتصار إنتخابي .
فبعد ان “استقال” بالأمس النائب من الكتلة البرلمانية لحزب الحرية اليميني الهولندي، رولاند فان فليت الذي قال في رسالة وجهها إلى فيلدرز “إن الوقت حان ليعيد حساباته ويراجع ضميره اتجاه ما يدور في حزب الحرية، وأن تصريحات خيرت فيلدرز زعيم الحزب بشأن المغاربة دفعته الى مغادرة الحزب”. ذكرت صحف “هولندية ” أخرى كثيرة اليوم الجمعة أنه على ضوء هذا التطور استقال اليوم عضو حزب الحرية في البرلمان يورام فان كلافرن من الحزب احتجاجًا على ذات موقف فيلدرز من المغاربة وما وصل اليه الحزب . ” الطريق الذي سطرناه يوما لحزب الحرية لم يعد اليوم مثمرا والحزب سار في اتجاه ليس هو اتجاهي” قال النائب في رسالة موجهة الى فيلدرز.
وكان فيلدرز خاطب انصاره اثناء حشد انتخابي في العاصمة السياسية لاهاي ، متسائلا: “هل تريدون مغاربه اكثر، ام اقل، في هذه المدينه، وفي هولندا؟” وهو ما رد عليه أتباعه بالقول وبصوت عال جدا :” اقل.. اقل”، فاجابهم فيلدرز مبتسما : “سنقوم بذلك”، وسط هتافات رضى واستحسان من الأنصار .
ومن جهة أخرى اعتبرت بعض الأوساط السياسية في هولندا وخارجها ان تصريحات فيلدرز جاءت هذه المرة جديدة ، لم يعهدها أحد في هولندا ، فبعد أن كان يطالب في الماضي فقط بطرد “المجرمين” من الاجانب ومن ‘المغاربة” على الخصوص . هو اليوم يطالب بطرد كل المغاربة وبدون استثناء أحد .
كما رأت ذات الأوساط في السؤال إياه ، تذكيراً بما فعله النازي جوزيف غوبلز (1897 ـ 1945) أحد أشهر شخصيات النظام النازي الألماني عام 1943 حينما دعا الى شن “حرب شاملة”.
وفي حين صرح نائب رئيس تحرير مؤسسة “أر تي أل” للإذاعة والتلفزيون وعن غيرعادته في رسالة مفتوحة إلى فيلدرز قائلا له :”عار عليك..عار “. أكد من جهته نائب رئيس الوزراء ووزير الشؤون الاجتماعية الهولندي لودفيجك آشر اليوم أن ما حدث ” فصل حزين في التاريخ السياسي “.
واعتبرت ذات الأوساط السياسية كما الكثير من المتتبعين للشأن السياسي الهولندي هذه “الاستقالات” بمثابة هزة داخل صفوف الحزب بل وتحمل معها تأثيرا كبيرا على وضعه ، مضيفة أن الحزب شهد مواقف مماثلة عدة مرات. ففي نوفمبر 2010 انسحب جيميس شارب ليتبعه بعد ذلك في مارس 2012 هيرو برينكمان وفي يوليوز 2012 استقال كل من مارسيال هيرناندز و فيم كورتانوفر بعد ان أحسيا ان فيلدرز خدعهما وتخلى عنهما. ثم بعد ذلك جهيم فان بيمال في نفس الشهر ليتبعهم بعد ذلك في اكتوبر 2013 لويس بونتيس .
فهل هذه الرسائل حققت غرضها، أم أنّ الأيام القادمة ستحمل تطورات أخرى مثيرة في الصراع بين “فيلدرز” و”خصومه المغاربة” وبعض السياسيين الآخرين .؟
هو السؤال الذي ستحمله تطورات الأوضاع والذي يكمن أساسا حول ما اذا كان هناك نواب واعضاء آخرين سيسلكون طريق من سبقهم من “المنسحبين” و” المستقلين” من الحزب.. والرافضين لقرارات فيلدرز العنصرية.