بجمالية التنظيم وبروعة الإشراف استقبل معرض “تور إي طاكسي” بقلب العاصمة بروكسيل أجنحة صنع بالمغرب في فعالية قل نظيرها أبانت عن حنكة وقدرة عقل ويد الصانع المغربي ،3 أيام من الترحاب والبسمة وحسن الاستقبال كانت هي سر هذه القافلة الاقتصادية التي جمعت بين المنتوج المغربي بكل أنواعه ابتداء من الزراعي مرورا بالسياحي والتقليدي ونهاية بالعقار وبين كؤوس الشاي والحلويات ولذة أطباق رحال في طويجنات التذوق على موسيقى الملحون ومقاطع من أغاني المرحومة أم كلثوم المعروفة على المغاربة.
في احتفال بهيج ملأ كل الأجنحة بكل ما لذّ وطاب من جود الله وخيراته على بلادي ،في أقوى مشهد يوحي للحاضرين بصور العشق والاشتياق إلى الأهل في البعاد وحنين الوطن ،نعم كان ذلك يشبه الوجه الساطع المشرف والمشرق على طهارة المواطنة وقدسية هذا البلد العظيم بشعبه ،بكرمه، بعطائه، بحسن ضيافته في داخله وخارج حدوده.
كل شيء كان على مستوى عال من الأناقة والجمال ليس فقط بزركشة التجميل وروعة الفساتين التي تفننت في إبداعها الزيانة سراح ياسمين،أو التصميم المحكم والذوق الرفيع واللمسة السحرية الذي صوّرته يد الصانع “تيسير” على وجنة ذلك الصالون المغربي الذي خطب كل الأنظار.
على النغمات الموسيقية استوقفتني كؤوس الشاي وأطباق الحلوى ونسمة المروزية بجناح “رحال” كما تهت بين اللوحات الزيتية الجميلة وغرقت بصري بين مداد النقش وفن الخط العربي المغربي الأصيل المنسكب قطرات على القلم الخشبي الذي كان يصور بدقة متناهية جمال حرف بلادي.
كل شيء كان جميلا بجمالية المنتوج والبسمة الرقيقة والكلمة الرنانة التي تخرج من بين ثنايا عارضيه بأغلبيتهم النسائية وأملهم الكبير في إخراج “صنع في المغرب “إلى العالم الخارجي،والذي زاد الجو طلاوة والمناسبة مصداقية هو تواجد “راديو أرابيل” المنار سابقا ولقائي بأخي وحبيبي الإعلامي الشاطر والمذيع المحنك محمد الشاطر الذي كان له حضور جد مميّز بحيث تحدى بمهنيته وكفاءته فضول الزوار وأصوات الضوضاء ليجري لقاءات وحوارات كثيرة الأهمية مع العديد من الشخصيات والكوادر المتواجدة بعين المكان.
أشياء أعجبتني فوق الوصف وأخرى أضرت بوجه بلادي ،كم من وجه عبوس يثير إعجاب الزائرين وكم من بسمة أنست تلك الكئابة والهفوة ربما المتعمدة أو العفوية.
خرجت من معرض “صنع في المغرب “وأنا أمجد صناع وحرفي وكوادر بلادي سفراءنا الحقيقيون ،وأتساءل مع نفسي:
هل بإمكان هذا النوع من المعارض أن يخدم الشراكة وتبادل الخبرات والمنتجات مع استقطاب المستثمرين وتحسين العلاقة التجارية بين الشعبين المغربي والبلجيكي؟ وهل هذه المعارض تروّج فعلا للمنتوج المغربي وتساعد اقتحامه لأسواق جديدة وتوسع من الرقعة الاقتصادية المغربية أم أنها لعبة عناوين إذا كان زوارها مائة بالمائة مغاربة.