تعتبر حنين بروتي من بين المهاجرات المقيمات في باريس وقد عرفت بصفتها مصممة وعارضة أزياء وكذلك بمساهماتها في الأعمال لاجتماعية وقد استضافتها جريدة الإنماء بباريس
س – متى التحقت بفرنسا لأول مرة وفي أي إطار؟
ج – تريد أن تعود بي يا أخي الكريم للماضي الذي يعتبر بالنسبة لي بداية مساري
المهني ، لقد التحقت بمدينة الأنوار باريس سنة 1995 بعدما كنت في المغرب مرتبطة بالحرف والقلم وكان طموحي هو أن أنقل هموم الناس للمجتمع وأن أعبر لغيري عن ما أشعر به إزاء مجتمعي وبلدي وما أراه من مسرات وماسي في محيطي ولهذه الأسباب عملت في الحقل الإعلامي كمتعاونة وكمراسلة لعدة صحف من أجل إشباع رغبتي وصقل هوايتي والى جانب ذالك كنت أهوى عروض الأزياء وأتتبعها مما جعلني أدخل هذا العالم بصفتي عارضة أزياء وبعد ذلك أصبحت مصممة أزياء وهنا قررت أن أرتقي بهوايتي إلى ما هو مهني فسافرت الى فرنسا من أجل متابعة الدراسة في معهد عال متخصص في تصميم الأزياء ، هكذا كانت البداية سنة 1995 حينما وطأت قدماي لأوت مرة أرض مدينة الأنوار ومشيت بحدائق الإيليزي وأمعنت النظر في قوس النصر ووقفت مباشرة أمام صومعة إيفيل ,وفي نهاية سنة 1996 بدأ الإقبال على مشاركتي في العروض بكثرة سواء داخل فرنسا أو خارجها حيث أصبحت أتلقى دعوات المشاركة في العروض من كل مكان مع العلم أنني كنت لا أبلغ سوى سن الثامنة عشر .
س – ماهي اهتماماتك؟
ج – إن اهتماماتي كانت دائما تنصب على المجتمع المدني ومن أهم المحطات في حياتي مشاركتي في عدة أعمال مجتمعية وخيرية حيث كنت دائما أجد راحتي في إسعاد غيري وذلك بمساهمتي في عروض الأزياء المخصصة للمعاقين وذويالاحتياجات بمختلف شرائحهم سواء كانوا ناقصي البصر أو السمع أو مصابون بمختلف الإعاقات وذلك من أجل التخفيف عنهم وإدخال الفرحة لقلوبهم مما يجعلني اشعر بالسعادة التامة وأنا أشارك في الأعمال الخيرية حسب إمكانياتي المادية والمعنوية .
س – ماهو الدور الذي من المفروض أن تلعبه المرأة المهاجرة ؟
ج – بكل صراحة إن المرأة كالرجل على عاتقها مسؤوليات وطنية وقومية ودينية ولها سواعد يجب أن تحركها لتحقيق الأهداف وأداء الواجب الملقى عليها ,فبالسبة لي تعتبر المرأة المقيمة في بلد المهجر سفيرة لبلدها وعليها أن تكون مؤمنة ومقتنعة بصلة الرحم ودورها يتجلى في نشر السلام والتآخي والتعايش والتفاهم بين الناس وأنا هنا في بلد الغربة لا تفوتني الإشارة إلى أنني قضيت جزءا من حياتي بعاصمة المغرب الشرقي ” وجدة ” ودرست فيها وبالمناسبة لابد أن أشير لكم أن والدي من أصول لبنانية ووالدتي من الشرفاء الأدارسة أبناء إدريس الأزهر مؤسس الدولة المغربية وأن عددا كبيرا من أصدقائي كانوا جزائريين وكنا في أيام الصبى نلعب ونمرح جميعا وخلال المرحلة الدراسية جمعتنا الأقسام بل أكثر من ذلك كنا نجلس جنبا إلي جنب في الطاولات وحينما كبرت وترعرعت عزمت لعدة حفلات زفاف كانت تقام بين عريسين إما العروس مغربي والعروسة جزائرية أو عكس ذلك وتولد عن ذلك الزفاف ميلاد أطفال من أب مغربي وأم جزائرية أو أب جزائري وأم مغربية وهذا الوضع وطد العلاقة الأسرية أكثر بين المواطنين الأشقاء الجيران المغاربة والجزائريين حيث كنا نعيش كاسرة واحدة لا فرق بين هذا وذاك.
س – لماذا أثرت العلاقة الأسرية المغربية الجزائرية ؟
ج – صدقني ، إذا قلت لكم أنه يوم قطعت الجزائر الحدود مع المغرب أذرفت دموعي وبكيت بحرارة لأنني فهمت أن صلة الرحم بيني وبين أبناء أسرتي المقيمين في الجزائر ومع أصدقائي الجزائريين ستواجه عرقلة كبيرة ولن يتسنى لنا بعد قطع الحدود أن نلتقي مباشرة في المغرب أو الجزائر وهذا هو الشئ الذي ألمني وجعل عبراتي تنزلق فوق خدودي دون رغبتة في البكاء .
س – هل سبق لك أن ناقشت هذا الموضوع مع أصدقائك الجزائريين ؟
ج – طبعا بمجرد ما تقرر هذا القطع حاورت مجموعة من أصدقائي الجزائريين الذين عبروا لي عن عدم رضاهم على هذا القرار الجائر في حق الشعبين فديننا واحد هو الإسلام الذي يجمعنا ويوصي على حسن الجوار وتقاليدنا متشابهة والتعايش مفروض علينا أبينا أم كرهنا .
إن الله تبارك وتعالى جعل منا شعبين جارين ولا يمكن أن يغير هذا الوضع الجغرافي الطبيعي أي شيء فالمغرب والجزائر شعبين أخوين بحكم الدين وجارين بحكم الوضع الطبيعي متصاهرين مادام عددا كبيرا من أبنائهما يحمل الجنسية المغربية أو الجزائرية .
فالمواطنون غير راضون عن هذا القرار الجائر ، ولقد شهد العالم أجمع أن الدولة المغربية عبرت أكثر من مرة عن رغبتها في فتح الحدود بينها وبين الجزائر لكن النظام الجزائري ظل متشبثا بقطعها مع المغرب وكأن المغرب عدوه اللذوذ مع العلم أن التضحيات التي قدمها ملكا وحكومة وشعبا من أجل استقلال الجزائر تضحيات جسيمة لا تعد ولا تحصى .
س – ماهي أخر كلمة لك في هذا اللقاء؟
ج – أتمنى أن يفهم الحكام الجزائريون أن للشعبين الشقيقين مصلحة كبرى في فتح الحدود بينهما وتطوير الاقتصاد ودعم التبادل التجاري والتعاون الثقافي والاجتماعي والرقي ببلديهما لما هو أحسن والعمل على توحيد المغرب الكبير وتقدمه وازدهاره.فها نحن نرى القارة الأوربية قد استطاعت أن تلغي تأشيرتها وتوحد جيشها وبرلمانها وعملتها فلماذا لم يتوفق قادتنا من توحيد صفهم؟