رغم كل الإختلاف الذي يمكن أن يكون بيني وبين منتمين لحزب الاستقلال بالديار البلجيكية ، يبقى الأهم الذي لا أعتقد أننا قد نختلف عليه وهو أن المرحلة السياسية الراهنة التي تجتازها بلادنا تقتضي أن يتحمل فيها الشباب مسؤوليته التاريخية لمواصلة الطريق الذي رسمه الجيل الأول لهذا التنظيم السياسي ، بدل وضع واصطناع المشاكل وفبركتها بغية حفاظ بعض المتقاعدين من جاليتنا -والذين لا أحد ينكر إسهاماتهم في خدمة مبادئ الحزب – على مهامهم التنظيمية على حساب مضايقة الشباب والحيلولة دون تمكنهم من ولوج المهام داخل الحزب .
وقد كان اللقاء التواصلي الذي أشرف عليه في الأسبوع الأخير بالعاصمة البلجيكية السيد عبد الحميد شباط الأمين العام للحزب ، مناسبة مهمة ليكشف البعض عن قناعه وبالتالي الإصرار على محاربة أية مبادرة تأتي من الشباب الذي كله حيوية وديناميكية ومواكبة لما تعرفه الساحة الوطنية والإقليمية والدولية من تطورات سريعة .
وكنت أعتقد أن ما عرفه حزب الإستقلال من تغيرات ومن انفتاح وما رسمه من استراتيجية للعمل من أجل ضخ دماء جديدة في صفوفه ، كاف ليفهم الطابور الخامس الذي أشرف لسنوات عديدة على تسيير شؤون الحزب على صعيد بلجيكا وبعقلية لا تساير طموحات ولا الآفاق المستقبلية للعمل السياسي الذي ينبغي على هيآتنا السياسية ان تنخرط فيه بكل جدية وموضوعية، إن الوقت قد حان للاستراحة وفسح المجال أمام فئة الشباب ووضع الثقة فيه.
 هناك شباب كله حيوية ينتمي لهذا الحزب بالديار الأوروبية وبالأخص البلجيكية ، قادر على تحمل المسؤولية ومواكبة الأحداث لو وضع فيهم المسؤولون ثقتهم وتركهم ” المتقاعدون ” للعمل من أجل إعطاء قيمة مضافة للعمل الحزبي ، لكن مع الأسف لازال هذا الشباب يصطدم بالعقليات المتحجرة، ولا زال” المتقاعدون” متمسكون ب مراكزهم ويرفضون إتاحة الفرصة لشباب الحزب مما يجعل مستقبل هذا الحزب مهدد.
أنا شخصيا لا أكن أي عداء او حقد لهؤلاء ” المتقاعدين ” بل أحييهم على مجهوداتهم مهما شابتها سلوكات مرفوضة ، فقط وانطلاقا من ما أكنه من حب للوطن الذي ينصهر فيه الجميع، أرى لزاما على هؤلاء أن يسلموا المشعل لجيل المستقبل ، للشباب الذين أعرف منهم الكثير بكفاءاتهم وأفكارهم النيرة ومساهماتهم القيمة التي لم تتوقف أبدا، وأكتفي بالاستشهاد بالشاب فيصل دومكسا على سبيل المثال لا الحصر ، الذي تعرف الجالية المغربية تكوينه السياسي والثقافي والحزبي ويمكن الإعتماد عليه وعلى غيره من الشباب للقيام بكل ما تفرضه عليهم مسؤولياتهم الوطنية بكل إخلاص وحماس يتدفق منهم ما أحوج هيآتنا السياسية إليه.