توصلت الجالية 24 ببيان توضيحي من أعضاء اللجنة التصحيحية والإصلاحية بمسجد البراق مالين هذا نصه :
تلقينا ببالغ الأسف البيان الاستنكاري الصادر عن الهئيات الممثلة للمساجد بالمنطقة الفلامانكية ببلجيكا، وهو بيان جَانَبَ الحقيقة وحمل ادعاءات السيد حسن مصباح الرئيس السابق لجمعية مسجد البراق الذي ما فتئ يلصق اتهامات باطلة بأعضاء اللجنة التصحيحية والإصلاحية بمسجد البراق مالين، وكذا بكل أعضاء الجماعة الذين ينتقدون سوء التسيير الإداري والتدبير المالي وإدارة التعليم بالمسجد. فكيف يمكن أن يصدق المرء أننا من دعاة الاستبداد – كما جاء في بيانكم – ونحن لا نتحمل أية مسؤولية داخل اللجنة المسيرة للمسجد… وعلى عكس ذلك، فمن جملة دوافع تحركنا وضع حد للنزعة الاستبدادية والتحكمية للسيد حسن مصباح، فمنذ أن نصب نفسه رئيسا للجمعية سنة 2004 بطريقة ماكرة وخادعة لم يعقد جموعاً عامة بصفة انتظامية – كل سنتين كما ينص على ذلك القانون الأساسي للجمعية – سوى جمعين عامين سنتي 2009 و2014، علما أن الجمع الأخير كان فضيحة بكل المقاييس؛ إذ بعد أربعة أيام من لقاء عقدناه بصفتنا أعضاء اللجنة التصحيحية والإصلاحية بمسجد البراق مع السيد حسن مصباح بوساطة وحضور السيد قنصل المملكة المغربية بأنفرس يوم 10/01/2014، حيث اتفقنا حينها على عقد جمع عام متم شهر أبريل 2014 يختار فيه المنخرطون بالجمعية – يصل عددهم تقريبا 950 منخرطا يؤدون سبعين يورو كواجب سنوي – لجنتهم المسيرة بطريقة ديمقراطية، لكن الذي حدث أنه بعد مضي أربعة أيام فوجئنا بالسيد الرئيس يخلف وعده ويعقد “جمعا عاما مزورا” بحضور خمسة أعضاء فقط من اللجنة المسيرة للمسجد، وبدون علم الأعضاء السبعة الآخرين باللجنة، وبلا إخبار تام للمنخرطين…
إذن يا سادة: هل المستبد من طالب بعقد انتخابات حرة وشفافة وبمشاركة كل المنخرطين بالجمعية؟ أم من ألف عقد جموع عامة سرية بحضور بضعة أفراد ينصِّبُ فيها نفسه رئيسا ضدا على القوانين الجاري بها العمل.
أما قصة زرع الفتنة والتفرقة – كما اتهمنا بذلك في بيانكم – فهل صاحبها هو ذلك الذي يرفض الانتخابات بمبررات واهية، تارة قبَلية وتارة أخرى لغوية؟ ويحرض جهة معينة على جهة أخرى؟ وينتقم من رواد المسجد ويستدعي لهم الشرطة البلجيكية لأتفه الأسباب حتى يبث الخوف والذعر في نفوسهم؟ وينتهج سياسة “فرق تسد” حتى يبقى رئيسا أبديا؟… أم أن أصحاب الفتنة هم الذين طالبوا فقط بحرية اختيار المنخرطين لمسيريهم بطريقة حرة وشفافة، بعيدا عن كل كوطة قبلية أو مجالية؟
أما تضمانكم مع السيد حسن مصباح فلا نعرف دوافعه ولا أسبابه، فهل تتضامنون معه من أجل أن يبقى رئيسا بالقوة، بعد ما مكث عشر سنوات رئيسا بدون عقد ولا جمع عام واحد بصفة قانونية؟
أم أنكم تؤازرونه لأنه لم يرد تقديم الحسابات المالية للجماعة عن المدة التي قضاها رئيسا لجمعية مسجد البراق؟ ولعلمكم فالسيد حسن مصباح لم يكن يقدم الحسابات المالية السنوية للجماعة رغم توفرها على مداخيل مهمة (950 منخرطا, ما يقارب 600 تلميذ يؤدون 10 يورو كواجب شهري, تبرعات المحسنين, منح جهات أخرى…)، فهو لم يسبق له أن قدَّم تقارير مالية كما ينص على ذلك القانون المنظم للجمعيات ببلجيكا, وحينما أجبرناه على ذلك أودع لدى المحكمة حسابات أخرى لخمس سنوات، وهي ليست نفس الحسابات الموجودة لدى أمين المال بالجمعية.
فهل يصح إذن التضامن مع هذا الشخص رغم كل هذه التجاوزات التسييرية (كتزوير الجموعات العامة) والمالية (كعدم كشف حجم التبرعات الداخلية والمنح الخارجية, والتملص من تقديم الحسابات المالية للتعليم, وإيداع تقارير مالية غير صحيحة من 2008 إلى 2012 لدى المحكمة …)؟؟
أم أن تضامنكم المطلق واللامشروط مع السيد حسن مصباح هو لجوؤه الدائم إلى إلصاق التهم الواهية (ولا سبيل لاستعراضها لأن قائمتها طويلة)، واستعانته بأساليب التهديد والسب والقذف في حق كل من يبدي له ولو ملاحظة بسيطة تخص تسيير المسجد؟؟
أم تتضامنون معه لأنه أوصل التعليم بالمسجد إلى الحضيض؟ فقد جعل من نفسه مسؤولا وحيدا عن التعليم، رغم أن مستواه التعليمي لا يتعدى الابتدائي، وظل يرفض كل مرة تكليف لجنة مختصة بالتعليم تشتمل على أطر من أبناء الجالية تتولى تسييره إداريا وتربويا وتقدم حصيلتها الأدبية والمالية سنويا لأمهات وآباء وأولياء التلاميذ. فكانت الحصيلة بعد قضاء أكثر من عشر سنوات على رأس التعليم بالمسجد كارثية؛ فأبناؤنا لا يستطيعون التمييز بين حروف اللغة العربية، فبالأحرى كتابة وفهم النصوص رغم اجتيازهم لفصول دراسية عديدة…أضف إلى هذا أنه مرة أخرى لم يقدم أية تقارير مالية لقطاع التعليم تخص حجم المداخيل والمصاريف.
أم تتضامنون معه لأنه أقحم المسجد في متاهات سياسية بعيدة عن حرمته ومكانته الرمزية والاعتبارية كمكان للعبادة وزرع قيم الأخوة والتعاون والتضامن؟ فقبل أن يصعد الخطيب إلى المنبر يأخذ السيد حسن مصباح مرات عديدة الميكروفون ليلقي خطبة سياسية، أغلبها اتهامات وقذف وتشهير بحق منظمات وأفراد…سواء ببلجيكا أو بالمغرب.
إن إقحام السيد حسن مصباح المسجد في أمور سياسية يعد اعتداء على حرمته وبثا للتفرقة والخلاف بين صفوف مرتاديه, فكم من مرة نُبِّه من طرف أفراد الجماعة عن مدى خطورة توظيف المسجد في صراعات سياسوية لا مصلحة للمسجد في ذلك. ولكنه ظل يعاود ذلك الأمر في تحد صارخ للجماعة إلى أن انتزع منه الميكروفون بقوة داخل المسجد.
أما وصفكم له بالرئيس الشرعي، فنحن نسائلكم هل حضرتم مرة كملاحظين بالجمع العام لجمعية مسجد البراق وشاهدتم تنصيبه رئيسا من قبل منخرطي الجمعية؟ أم أنكم تنصرون أخاكم ظالما (دون منعه من الظلم) أو مظلوما مما يتنافى وتعاليمَ ديننا الحنيف؟
أما استنكاركم لبعض بنود القانون الداخلي الذي تم الاتفاق عليه من قبل رواد مسجد البراق في جلسة علنية وعامة، فنجيب بأن الغرض من ذلك هو تحصين المسجد من كل توظيف سياسي ومن استغلاله لمصالح شخصية (كمشاورة الجماعة في رحلات الحج والسفريات إلى المغرب باسم مسجد البراق ). فالقانون الداخلي ينص وفي صفحته الأولى على ما يلي: “من البديهي ومن أجل تمثيل المسجد يمكن للرئيس التحاور مع ممثلي المجلس البلدي والحكومة المغربية وكذا تنسيقية الجمعيات” مع الذكر “أن الرئيس لا يحق له الذهاب لوحده لهذه الاجتماعات، ويشترط وجود شهود على هذه اللقاءات كما يطلب من الرئيس تبليغ مجلس التسيير وكذا جماعة المسجد بفحوى اللقاءات”، وأنتم تغاضيتم عن ذلك بسوء نية وقمتم بقراءة اختزالية وتعسفية لفقرات أخرى.
إننا نتفهم من جهة حجم التغليط الذي مورس في حقكم من قبل السيد حسن مصباح بخصوص الوضعية الإدارية والمالية لجمعية مسجد البراق مالين، ومن جهة أخرى نتفهم خوفكم من رياح التغيير والإصلاح التي قد تصل إلى مساجدكم… وعلى أي فلا بد من إسقاط الزعامات المستبدة بالمساجد، ولا سبيل إلى ذلك سوى نهج مبدأي الشفافية والحكامة وضرورة احترام حرمة المسجد كمكان للعبادة بعيدا عن كل توظيف سياسوي مقيت وبمنأى عن كل استغلال لأغراض شخصية.
كما أننا عمدنا في اللجنة التصحيحية والإصلاحية داخل مسجد البراق مالين إلى كتابة هذا التوضيح عسى أن تكوِّنوا صورة عامة عن حجم الاختلالات التسييرية والتدبيرية داخل جمعيتنا، وتقفوا عند جدوى وأهداف مبادرتنا الإصلاحية التي أدت إلى خلع السيد حسن مصباح عن رئاسة جمعية مسجد البراق، معلنين في نفس الوقت أننا نبدي استعدادنا الكامل لمجالستكم ولمناقشة وتوضيح ما جرى.
وإذا كنا قد اخترنا الرد على بيانكم لتوضيح ما وجب توضيحه، فإننا فضلنا عدم الانجرار للرد على مقال “صحفي” نشر ببعض المواقع الالكترونية بقلم السيد الشرادي محمد؛ ذلك لأنه من جهة لم تراع فيه آداب الحوار، فهو مليء بالسب والشتم في حقنا، ويكيل المدح والثناء والإطراء للسيد حسن مصباح؛ كما أنه من جهة أخرى لم يراع فيه كاتبه مبدأ التحري والتثبت من المعلومات والتأكد من مصادرها قبل تصديقها والعمل بمقتضياتها، إذ لا يقبل من الصحفي النزيه التحيز لطرف على حساب طرف آخر، فيجعل من نفسه خصما وحكما في الآن ذاته متجاوزا كل أخلاقيات مهنة الصحافة. وعموما فيكفي أن لا نرد على المقال “الصحفي” بسبب أنه كُتِب تحت الطلب.
وأخيرا، فرغم حجم الاختلالات التي رصدناها بجمعية مسجد البراق بسبب التسيير العشوائي والمزاجي للسيد حسن مصباح فإننا لم نلجأ بعد إلى القضاء، منتظرين الضوء الأخضر من الجماعة. أما إذا صح ادعاء السيد حسن مصباح أننا شوهنا صورته كذبا وبهتانا فندعوه إلى مقاضاتنا, حتى يسمح لنا بعرض الاختلالات الإدارية والمالية على أنظار المحاكم البلجيكية.
عن فوزي المرابط .عبد الحكيم بوتقابوت
خلية التواصل داخل اللجنة التصحيحية والإصلاحية بمسجد البراق