نظم اتحاد المراكز الثقافية والإسلامية بكطالونيا دورة تدريبية لفائدة أطر ومسيري المساجد والجمعيات في موضوع تنظيم الخريطة المعرفية وتحت شعار من أجل إطلاق ممكنات الإنسان بمساهمة خبراء أطروا هذه الدورة من مكتب سيفو للدراسات والأبحاث والإستشارة والتنظيم بتعاون مع مركز مغارب للإجتماع الإنساني ومركز سير-ميغرا بالجامعة المستقلة ببرشلونة على مدار يومين 28-29 من شهر نونبر ووزع بين فترة صباحية ومسائية.
وقد افتتح بكلمة من طرف السيدة عتيقة زوجة السيد نور الدين زياني رئيس إتحاد المراكز الثقافية والإسلامية بكطالونيا الشخصية الغائبة والحاضرة طيلة أيام الدورة، بعدها قدمت محاضرة رائعة أثلجت القلوب وأعطت أمالا عريضة لمستقبل الأطفال بالديار الكطلانية وكانت تحت عنوان بروز الشباب المسلم بكطالونيا عبارة عن دراسة ميدانية حول الهدر المدرسي قدمها المحاضر جوردي بامياس ممثلا لمركز سير-ميغرا بالجامعة المستقلة ببرشلونة أكد فيها عن نجاح التلميذ المغربي وتفوقه، كما أكد على مجموعة من المعطيات التي تفند العديد من المعلومات الخاطئة فيما يخص هذا الموضوع.
بعدها قدم المحاضر مصطفى المرابط محاضرته التي حملت عنوان الإمام وتحديات السياق الأوروبي بأسلوب وسلاسة تجاوب معها الحاضرون ركزت على الفرق بين الدين والتدين.
وفي الفترة المسائية كان موعد المتدربين مع المحاضر محمد الخمسي ومحاضرته التي حملت عنوان ما قبل التكوين القصد والغاية بأسلوب فلسفي رائع ركز على إستعمال العقل والمنطق في إستشراف المعرفة.
وفي اليوم الأخير في فترته الصباحية التقى المتدربون مع المحاضر سكو قرطيط ومحاضرته المجتمع الفاعل ومواصفات الإمام القائد إفتتحها بتمارين ذهنية لتعويد العقل على التفكير وعدم حصر مداه في حدود ضيقة بل إعطائه مسافة واسعة ومفتوحة للتفكير وإيجاد الحلول.
وفي الأخير وفي الفترة المسائية قدم المحاضر إدريس البُوزيدي تتمة الورشة التي شارك فيها كل من الدكتور محمد الخمسي وسكو قرطيط حول موضوع الإصلاح والعوامل الثلاثة التي استطاع ببراعة أن يقدم خلاصة لكل ما تقدم خلال الدورة التدريبية.
وقد قدم كل المحاضرdن مواضيع آنية تعالج وتلامس واقع الحاضر وتلم بمشكل جمود العقل وبعده عن الواقع وإفتقاده للمعرفة، كما حفزت هذه المواضيع الأئمة وأعضاء الجمعيات على التأمل وإعمال العقل في تغيير مفاهيم دينية نحو إنزالها على واقعنا المعيش، وقد أجادوا في كل المواضيع المطروحة جعلت الحاضرين يشعرون بأهمية هذه الدورات التكوينية وأهمية هذه اللقاءات في خلخلة منطق الفراغ وتمكين الجميع من إستعمال العقل والمعرفة مع الإرادة والرغبة في التغيير والإندماج وإفادة البلد الذي يقيمون فيه، كما تخللت هذه الدورة مداخلات أعطت بعدا وتقييما لما هو موجود في منطقة كطالونيا من أفكار ومفاهيم وإن إبتعدت وإختلفت في مضمونها، وعمقها إلا أنها أظهرت إستعداد مختلف الفعاليات في فتح نقاش وتبادل للأفكار والإستعداد للتغيير نحو إيجاد حلول بتغيير نمط التفكير وضرورة الحصول على المعرفة والبحث عنها لإيجاد بديل حضاري يساهم في النهضة العقادية والفكرية.
وقد أجمع كل الحاضرين على ضرورة الإكثار من هذه الدورات التكوينية التي يعتبرونها من أحسن الدورات التي نظمت بمنطقة كطالونيا لسنين.