هي قصة إهمال حكتها لنا فاطمة قبل وبعد رحيلها .. و بكل تفاصيلها .
هناك…
لم يستطعوا سوى دس فوطة فى أنفها لوقف النزيف الهادر.. لتبدأ رحلة العذاب .. 
اشتد النزيف .. وعند المساء ، أسلمتِ الصغيرةُ فاطمة روحَها لبارئها لتبدأ مأساة أخرى .. اولها تلك لأسرتها البسيطة رقيقة الحال. 
ونحن فقط نردد وراءها : كلنا الشهيدة  فاطمة على غرار “كلنا …”، و”كلنا ..”.. و”كلنا ..”. 
لكن يجب هذه المرة ان لا نكتفي فقط – وكعادتنا – بتدشين صفحة على “الفيسبوك”، او نكتبها عبارةً على لافتة نرفعها أمام مبنى المستشفى … بل علينا هذه المرة أن “نغير سلوكنا” وان ننقشها عبارة “دموية” على جبيننا جميعا تضامنا مع أسرة “المجنى” عليها فاطمة أزهريو . ونرفع بعدها كفنا ملفوفا بقماش أبيض . 
وقتها فقط نكتب عليه فى مشهد مهيب نستحضر فيه جلال الموت :“كلنا الشهيدة فاطمة “، ونسأل بصوت عال “مَن المسؤول عن قتل الشهيدة فاطمة”؟ . 
هي قصة إهمال حكتها لنا فاطمة قبل وبعد رحيلها ..و بكل تفاصيلها . 
أسردت لنا تفاصيلها الحزينة وتفاصيل قصة الإهمال والعجز بمستشفىً لا تتوفر فيه أبسط الأشياء من قطن أو حتى حقن فارغة .. ناهيك عن أجهزة لإنقاذ حياة المرضى .. والداخل إليه لا يجد سوى الموت في انتظاره..
مستشفىً .. خاوية على عروشها من كل الأجهزة ومن أبسط الاحتياجات لإنقاذ حياة مريض ..  
ونحن نعيش ذات الحكاية نتسائل ، أين دور وزير الصحة تجاه معالجة الأوضاع المتردية في مثل هذه المستشفيات وما اكثرها في بلدنا و التي تفتقر لأبسط الخدمات .. 
أملنا يا وزير الصحة بأن تكون حالة المرحومة فاطمة بداية لتصحيح الوضع الصحي المتردي الحزين والمزري للمستشفيات الحكومية وخاصة منها المستشفى الجهوي محمد الخامس… وإلا…!!
فالمسألة ليست متعلقة فقط بـ : ‘فاطمة’ وإنما هنالك الكثير … الكثير من “فاطمات” أخريات وحالات كثيرة أصبحت مغلوبة على أمرها.