الاجراءات الاخيرة بخصوص زيادة ضريبة على المسافرين المغاربة الراغبين في استعمال الخطوط الجوية ذات السومة الرخيصة , والتي تربط أروبا بالمغرب – المعدة خاصة للجالية المغربية – قصد دعم السياحة المغربية وتأمين تمويل المكتب الوطني للسياحة لتحقيق أهداف رؤية 2020, والتي هي في حاجة ماسة الى ميزانية اٍجمالية تعادل 130 مليار درهم مابين فترة 2011 و2020 , هل هي اٍجراءات صحيحة , أم خاطئة ؟
كتبنا مرتين بأن ملئ صناديق السياحة على حساب الجالية ليست بالخطة السليمة ولا الناجعة ولا الذكية . وقد جاءت أولى الردود من طرف الاتحاد الدولي للنقل للجوي الذي حذر المغرب أنه سوف يتكبد خسائر لا قبل له بها من جراء هذه الخطة الغير المحبذة . أما مغاربة العالم فالله وحده يعلم مايكنون في قلوبهم , خاصة في غياب أي ممثل شرعي يلجؤون اليه .
اليوم نحاول أن نقدم البديل , ولو أن هذه الحلول والاقتراحات كنا نعتزم طرحها على الطاولة عند الجلوس مع المسؤولين عن شؤون الجالية المغربية كمشروع للمغرب حتى ينتفع من المداخيل أولا , ولخلق حركة ثقافية وتجارية وتواصلية تدعم روابط الذاكرة الجماعية وتألف بين مختلف شرائح المجتمع وتعمل على تقوية الارتباط و السمو بالهوية وتعزيز الانتماء , واٍظهار مكانة الجالية المغربية ومؤهلاتها الثقافية والسياسية والرياضية والاجتماعية بشكل عام ثانيا .
معلوم أن الجالية المغربية تزخر بموهبات من أبناء الجالية في ميادين عدة . وكذالك كرة القدم العالمية , بل هناك عدد كبير منهم من يمارس هاته اللعبة بكبريات النوادي العالمية – برشلونة – ميلانو – أندرليخت – أجاكس . واللائحة طويلة طبعا .
المشروع لا يتطلب مالا كثيرا , لكن يتطلب أفكارا , بل فكرة واحدة فقط .
منتخب أبناء الجالية المغربية في كرة القدم يقيم مقابلة حبية في الصيف المقبل ضد المنتخب الوطني المغربي للمحليين , وطبعا سوف لن يغيب عن هذا اللقاء حضور اللاعبيين المغاربة المقيمين بالخارج أمثال : الشماخ والحمداوي والسعيدي وغيرهم من نجوم أبناء الجالية الذين سطع نجمهم في هذا الميدان .
التجربة الاولى سوف تجمع بين المحترفيين والمحليين و تنقل عبر قنوات الاذاعة حتى يتمكن الجميع من تتبع هذا اللقاء التاريخي , أما الارباح بما فيها حقوق النقل والتذاكير فاٍنها سوف تخصص لمساندة النهوض بالسياحة المغربية .
أرضية المشروع تبدو ظاهرة وجميلة ومحفزة , أما الارباح فاٍنها تفوق بكثير الضريبة على المسافرين المغاربة , وهناك فوائد سياسية وثقافية واجتماعية واقتصادية و معنوية كثيرة , أترك لكم الفرصة لترويض الخيال حتى لا يستسلم العقل للخمول