أبرزت العديد من الصحف الهولندية الصادرة صباح اليوم الجمعة الموافق آخر ايام شهر يناير ، حادث مقتل شاب مغربي ثلاثيني بمدينة امستردام الهولندية. 

لنستيقظ صباح اليوم على اصوات تسرد على مسامعنا مأساة جديدة لضحية عاش – قيد حياته – لحظات فارقة من مسيرة رياضية.. شاءت الظروف ان لا تتوج بألقاب بعد ان طاردته في يوم ما لعنة الإصابات… 
لم يحقق حلم أمه التي كانت تتمنى ان يصير يوما ما رياصيا وملاكما كبيرا. 

كيف للأم المسكينة اليوم ان تطفئ ولو فتيلا من نيران التهبت بداخلها صباح هذا اليوم وهي ترى ابنها مرميا على الأرض ملطخا بالدماء.. قطعا لن تنطفئ أبدا. 

الكارثة وقعت صباح اليوم ( الجمعة 31 يناير 2014) حين استيقظ سكان شارع ‘دين هيلدر’ بمدينة امستردام على صوت رصاص يدوي في الحي . 

بدا الصباح حزينا .. صمت قاتل .. كل شيء بدا صامتا .. عيون الناس.. الشارع .. وكل الجيران .
سُمع صوت طلقات الرصاص … وبعده صفارات سيارات الإسعاف ورجال الأمن كانت تلعلع من كل صوب. 

وفي التفاصيل التي رواها بعض الجيران .. يتعلق الأمر ب”تصفية جسدية.. تصفية حسابات”. روى شاهد عيان آخر من الحي ذاته لـ “رجال الأمن ” تفاصيل الواقعة بالقول : 

“كنت واقفا في نافذة البيت و شاهدت كل ما حدث.. رايت الضحية يتوجه الى سيارته ، دخل السيارة وفي ذات الوقت وصلت سيارة رمادية اللون من نوع ‘فولكس فاغن’.. نزل من السيارة رجل وتوجه مباشرة نحو سيارة الضحية .. وجَّه له اربع الى خمسة طلقات من مسدسه .. بدا لي باب سيارة الضحية مفتوحا على آخره و رايت الضحية ” جالس” في سيارته غارقا في الدماء …” 

مصادر امنيه اكدت المعلومات التي ادلى بها الشاهد ورفضت الافصاح عن تفاصيل اخرى ، لكون التحقيقات لازالت في بدايتها.. وأكدت ان الرجل الثلاثيني الذي لقي مصرعه مغربي يدعى ” طارق الإدريسي” . 

هي اذن ضحية أخرى من ضحايا “الاجرام الوحشي” و”تصفية الحسابات” . طارق الإدريسي “أغتيل” اليوم برصاص غادر مزق جسمه…مخلفاً وراءه حالة من الحزن والفجيعة وسط أسرته وأصدقائه . 

هي ضحية أخرى تسقط كما اخرى سقطت قبله … رحل وغاب كما آخرون غابوا … لتبقى الحادثة ، صورة مأساوية صادقة لحوادث مماثلة يتكرر وقوعها بصورة تكاد تكون شبه يومية وبالطريقة نفسها.. فقط ، مع تغيير في الأماكن .. و أسماء الضحايا ، و سنوات أعمارهم….