يبدو الإحتفال بعيد السنة الأمازيغية وكأنه يسير خطوة خطوة في اتجاه تجاوز العديد من الاختلالات والمؤاخذات . 
لا يزال مبكرا وسابق لأوانه اصدار حكم مبرم او اكتساب درجة القطعية أن كل شيء على مايرام ، لكن الاكيد ان ما تحقق في السنوات القليلة الماضية يشجع على التفاؤل.
 
أكد الفنان الملتزم حسن تيبرنت أن على الدياسبورا (الأمازيغ في الخارج) ان يتلاحمو ويكونو إطارا واحدا يجمعهم … يتنادوا فيما بينهم ويؤسسوا رابطة او تجمع حقيقى أو نوع من الفيدرالية تجمعهم و يتبادلون فيها الخبرات ويتدارسون سبل حل المشكلات…والتخطيط للمستقبل  .
جاء ذلك في تصريح خاص ادلى به لموقع أمازيغ تايمزعلى هامش مشاركته في الإحتفالات بالسنة الأمازيغية الجديدة 2964 التي شهدتها مدينة روتردام الهولندية نهاية الأسبوع المنصرم.  
وحول تكريمه في إحتفالية مشابهة عرفتها مدينة أمستردام صرح قائلا :”إنها التفاتة جميلة..  فالتكريم دفعة معنوية لنا للسير الى الأمام .. ولكن كان سيكون أجمل لو كان اجتمع الأمازيغ هنا في احتفال واحد يجمع الجميع ، بدلا من ان كل يحتفل لوحده .. وكأن لكل أمازيغي ريفي هنا طريقه الخاص يمشي فيه لوحده دون الأخر.!!”    
وتابع على الدياسبورا ان يجتمعوا للإحتفال .. كما على كلمة واحدة ورأي واحد، فان عادوا واجتمعوا في اتجاه واحد وبرامج واحدة سيكون للإحتفال طعم آخر.. طعم الفرح والإنتصار...
وحول أعماله الفنية الجديدة ، كشف الفنان حسن الذي بدأ مسيرته الفنية في السبعينات واستطاع ترك بصمة مميزة لا تنسى في مجال الأغنية الأمازيغية الريفية ( كشف) أن لديه أعمالا فنية جديدة، ، لكنه تحفظ على ذكر تفاصيل أكثر عدا أن ظروفا و مشاكل وعراقيل عاشها لم تسمح لجديده ان يرى النور بعد.  
  
حسن تيبرنت ..الفنان الذي حمل همَّا وجعل منه فنا .  
فنان لا يشبه كل الفنانين .. لم يغني كما غنى الآخرون .. لم يلبس معطف من سبقوه ولا من عاصرهم من جيله .. 
رسم لوحده طريقا آخر في الغناء فكان مميزا و فريداً فى أدائه وكلماته وألحانه .
اختصارا … كان مميزا جدا بأغانيه ولا زال … حمل هما وجعل منه فنا .. رأى انه خلق ليكون له. وليكون للبسطاء والكادحين رفيقاً حين يغيب من عيونهم الحلم و …الفرح . 
شق طريقا شاقا .. اعتنق الجرح والأمل في تحدٍ وعزيمة لتحقيق حلم المرحلة : الحق في الحياة والحلم وفي العيش الكريم ..  
عانق هموم الناس بكلمات أغانيه.. وكنا نحن بها نحاول أن نلملم جراحاتنا المبعثرة .. 
كنا نحن نستأنس بها وكانت هي ترسم ابتسامة حزينة على وجوهنا.. ابتسامة كانت تمتزج بمرارة واقعٍ كان يختلف باختلاف الامكنة  لكنه كان يتشابه في الآلام والمعاناة..
اليوم وفي حضرة هذا الغياب .. يبادرني سؤال غبي وبسيط:
 لماذا نصنع لحظات غياب نعيشها مع من كانوا يحاكوننا بصدق ويحاكون قلوبنا …؟
لماذا نصنع الغياب ليغيب عنا للحظات وايام واسابيع بل ولسنوات ، كل من كان يزرع الحب والأمل والفرح فينا و يحيي افراحنا.. ؟  
عرفناه في مرحلة السبعينات من القرن الماضي في مدينة الناظور… لم نكن أبناء جيل واحد ، ولكنه كان يمثل كل الأجيال .. 
كنا نسمع أغانيه وكنا نحبها .. ونرددها. كنا صغارا ننتقل كالفراشات بين مقرات البي بي آس.. وخشبة سينما الريف .. ومهرجانات الإنطلاقة الثقافية .. نتسلق جدران مسبح فندق الريف  لنلتقي بفنان توسمت فيه روح البساطة والعطاء وعشق الفن والغناء بلا حدود . 
كم كان يطربنا هو ومجموعته ومجموعة أخرى من فناني جيله ..
 
خلاصة العشق أن تجربة حسن شكلت بصدق ، واحدة من التجارب الرائدة والناجحة في الغناء الأمازيغي الريفي الملتزم ، توزع هاجسه على كلمات عن الوطن والجرح والهوية .. والمعانات .. 
فغنى للعامل والفلاح والطالب .. و للحب والجمال والعشق …عشق الأرض والوطن و…الهوية  .
ولا نزال نتذكر ولن ننسى اغانيه الشهيرة التي تتردد على الالسن ) أتْراغِيخد خَام ، أذرار ان ييسان ، أيما حنا … إي نِيم آيي أ ياياثما مِين غاناك.. (، وغيرها الكثير .
 كم أبدعت يا حسن  ولا تزال… 
ومن اشتاق الى الزمن الجميل ،  فالآن ..الآن  قد عرف الطريق .