بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين وخاتم الأنبياء والمرسلين محمد إبن عبدالله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.
الحمد لله الذين أنعم علينا بنعمة إمارة المؤمنين وبها عشنا نعيش وسنعيش آمنين مطمئنين إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها،ونسألك يا أ الله بإسمك الأعظم أن تحفظ
 أمير المؤمنين محمد السادس بما حفظت به الذكر الحكيم وإحفظ ولي عهده مولاي الحسن من كل مكروه والأسرة العلوية الشريفة إنك على كل شيئ قدير والإجابة جدير يا نعم المولى والنصير.
أعزائي القراء عزيزاتي القارءات أحييكم بتحية الإسلام ألا وهي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،أعيروني إنتباهكم وعقولكم حتى أسرد عليكم هذه الحكاية التي فضلت أن أعبر عنها برموز الأحزاب السياسية المغربية.
                
     لقد حكم الميزان المغرب منذ الإستقلال ويا ليت هذا الميزان كان إسما على مسمى وأستثني أولئك الشرفاء منهم الذين دأبوا  على طريق الإصلاح والسير قدما من أجل تحقيق التقدم و الإزدهار في مغربنا الحبيب وخلال هذه السنيين الأخيرة لاحظنا أن الميزان على علاقة وطيدة بالوردة الحمراء حيث ألف معها كتلة وأصبح المسكين مولعا بها لا يسطتيع مفارقتها أما السنبلة المسكينة فلا ترجو إلا ماء المطر لترفع رأسها مملوءا بالخير والرزق للشعب المغربي وإلى حد هذه الساعة كانت الحمامة تحلق في سماء المغرب باحثة عن شجرة عالية لتعشش عشها من أجل ضمان الأمن و السلامة لفراخها وظن الميزان المغروم أنه لن ينكشف أمره للأبد أما معشوقته الوردة الحمراء فظنت أن الفصول كلها ربيع لاصيف ولا خريف ولا شتاء فيها وظن الجرار المغرور أنه قوي ولا أحد يمكن أن يقف في طريقه نحو إرجاع وطننا الحبيب إلى سنوات الرصاص.
أما المصباح المسكين فظل منزويا في المعارضة فتارة يضيئ وتارة يطفئونه رغما عن أنفه لأن نوره الساطع كان يحرجهم كثيرا وبقي هذا المخاض السياسي يتألم و يتألم إلى أن شاءت الأقدار أن يقدم الربيع العربي معلنا عن حراك سياسي في العالم العربي
بأسره والحمد لله أن وطننا الحبيب إجتاز المرحلة دون خطر والفضل يعود لله أولا ثم لحكامة جلالة الملك إذ لا يمكن لنا أن ننسى أن الوردة الحمراء والشمعة كذا الجرار كانوا وراء الحركة الشريفة وحولوها إلى حركة فوضاوية ونتج عن هذا خطاب ملكي سامي للتاسع من مارس 2011 والذي طلب فيه جلالته بتغيير جذري مستجيبا في ذلك لمططلبات شعبه الوفي للملكية والمحب لها من أعماق قلبه لأنها رمز الأمن والإستقرار وأمر أمير المؤمنين بتغيير الدستور وإستصغاء دستور جديد يضمن حقوق الشعب المغربي السياسية والإجتماعية كذا الدينية وفي هذه اللحظة بالذات كشرت الوردة الحمراء والشمعة العليلة عن أنيابهما معلنين في ذلك عن عدائهم لتعاليم الإسلام السمحة وطالبوا بالحريات الفردية والإعتقادات الشخصية ودعوا إلى ملكية برلمانية ناسين أن عقلية زيمبابوي لا يمكن لها أن تفكر في ديموقراطية بريطانيا وبلجيكا كما أنهم طالبوا بدولة مدنية (علمانية) إلا أن الرياح تجري بما لا تشتهيه السفن لإن الله أبى إلا أن يكون المغرب بلدا إسلاميا ونظامه ملكية دستورية أثمر كل هذا عن دستور جديد ضامنا للجميع حق العيش في مغرب العدالة والتسامح لكل الأصناف، تلى هذا الأخير الملك على مسامع شعبه الوفي وأمر بالإستفتاء عليه حيث سوط صاحب الجلالة كباقي شعبه على هذا المولود الجديد أنتج هذا الأخير عن 98 بالمائة في فاتح يوليوز 2011 لصالحه وفي هذا جواب صريح لأصحاب النفوس المريضة الذين يسعون إلى ملإ الأرض فسادا وجورا لا إصلاحا وعدلا وما دام هؤلاء لا يمثلون إلا نسبة 2 بالمائة فما عليهم إلا أن يعيدوا النظر في أوراقهم ويندمجوا ضمن هذه الأغلبية الساحقة ،عادت كل الرموز إلى بيوتها لترتب ما يمكن ترتيبه والمخاض مستمر حيث يحاول كل رمز أن يكون هو قائد المرحلة الجديدة فبدأ الميزان يراقب كفتيه الغشاشتين وأماالمصباح فنظف زجاجته ليٌرى نوره الساطع من بعيد فيما ظل الحصان في هذه اللحظة يراعي يمينا وشمالا وينتظر ساعة الإنطلاقة ، والسنبلة الجميلة بدأت تعد لإنتاج أحسن الحبوب ،وأما الكتاب فتريث ورجع إلى أوراقه وبدأ يقلب فيها صفحة صفحة ويصحح ما يمكن تصحيحه ،فيما عانت الشمعة الأمرين وأحترقت قبل الأوان لأن الظلام أثر عليها بشكل كبير ،ثم زأر الأسد من بعيد عساه يخيف أحدا ويتراجع للوراء إلا أنه إصطدم بصمود من قبل الجميع وتحول إلى قط صغير ،فقام مقامه الجرار الذي أراد أن يحرث الأرض كلها على الرغم من أنها ليست من ملكه الخاص ،والجمل المسكين أثقلوا كيله بحمولة لم يقوى على حملها وأخلد إلى الأرض وفي هذه الأثناء تحركت عاصفة خطيرة جدا فأسقطت غصن الزيتون وشجرة الأركان وتلت هذه الأخيرة  سحابة سوداء فحجبت الشمس من البزوغ وخافت السفينة من مواجهة الأمواج من شدة هيجان البحر،وفي هذه الليلة بالذات لم يتمكن الهلال من الظهور وظن المحراث التقليدي أن السحابة ممطرة و إستعد للحرث إلا أنها لم تأتي إلا بغبار أعمى العين وحرم الطائرة  من الإقلاع من شدة هذا الهول هرع الفيل للهروب فإصطدم بالدار فأسقط جدرانها وبقي صنبور الماء يسيل حتى قطع الطريق على الناقلة المتذيلة للترتيب وأسقطت النخلة بعد إنحرافها عن الطريق ثم أمطرت السحابة بغزارة لم تصمد المظلة أمامها ،وجوهرة الخلالة ضاعت وسط المياه الغزيرة التي جرفت بيت النحلة التي كانت تنوي مد اليد في اليد بالعسل ليداوي زكامه الخطير وإنطفأ المشعل في صمت رهيب وإنسحب دون أن يحدث أي ضجة وبعد هذه الأهوال كلها صاح الديك في الصباح الباكر لكن لم يستيقظ أحدا عدا الأيل المسكين الذي بدأ يتفقد البيئة والطبيعة حتى وجد الدلفين ملقيا على شاطئ البحر وبجنبه تفاحة منهمكة لا تقوى على الوقوف والوردة الحمراء قد ذبلت وتبكي طالبة الطلاق من حبيبها الميزان وفي هذه اللحظة بالذات من يوم الجمعة 25 نونبر 2011 إنتهى المخاض بميلاد المصباح  الساطع بنوره معلنا نفسه رئيسا لكل هذه الرموز وبدأت الكتل تنفصل بعضها  عن بعض فمنهم من تقبل أمر الواقع ومنهم من بدا وكنه بات سكرانا فأصبح يعاني صداع الرأس.