منذ سنتين تعيش القنصلية العامة للمملكة المغربية بمدينة ليل على ايقاع ديناميكية جديدة في التعامل والتواصل مع افراد جالية شمال فرنسا( منطقة نور باد كالي بيكاردي) ،هذه الديناميكية قوامها انفتاح اكبر على الجالية و التأسيس لثقافة الثقة والعمل المشترك من أجل خدمة أكبر لهذه الفئة من المواطنين المغاربة .

السر وراء تطور مستوى الخدمات المقدم لأفراد الجالية بهذه الدائرة القنصلية راجع الى توفر ثلاثة عوامل مادية وبشرية  مكملة بعضها لبعض ،العامل الاول افتتاح مقر جديد للقنصلية بليل يوفر فضاء أكبر لاستقبال عدد كبير من المواطنين ،هذا الفضاء يتوفر على العديد من المرافق التي تسهل عملية ارشاد وتتبع مصالح الجالية ،العامل الثاني يعود الى جود فريق من الموظفين و الاعوان الدبلوماسيين يشتغل بجدية ويتعامل بنوع من الاخوة و التعاون مع المواطنين المغاربة من أبناء الجالية الذين يتوافدون على المصالح القنصلية بغية الحصول على وثائق ادارية او الاستفسار على مسطرة ادارية معينة او ببساطة التواصل مع موظفي القسم الاجتماعي فيما يتعلق بعمل الجمعيات بهذه الدائرة القنصلية .

العامل الثالث والاهم الذي ينضاف الى العاملين المذكورين أعلاه تسلم قنصل عام جديد ادارة شؤون القنصلية العامة للمملكة المغربية بليل ، وهو السيد صالح الرامي الذي منذ توليه مهامه على رأس هذه القنصلية عرف بانفتاحه على كل مكونات الجالية المغربية بمنطقة (نور باد كالي بيكاردي)وتتبعه عن قرب لعمل موظفي القنصلية و اعوانها ، الزائر لمقر القنصلية يعلم منذ الوهلة الأولى أنه سيجد من يرشده ويساعده وان كان هناك مشكل فباب مكتب السيد الرامي مفتوح في وجه الجميع .

عبارة يرددها القنصل العام بمدينة ليل تختزل طريقة عمله وهي (لاأؤمن بسياسة الكرسي الفارغ وبابي مفتوح في وجه الجميع) طريقة في العمل جعلته يستقبل في مكتبه شهر اكتوبر الماضي أعضاءا من الجمعية المغربية لحقوق الانسان وأعضاء من المجموعة التي تضامنت مع علي أنوزلا ،هؤلاء نظموا وقفة امام القنصلية العامة للمملكة المغربية بمدينة ليل ، فما كان من السيد الرامي الا استقبالهم و التحاور معهم ايمانا منه بأن حل أي مشكل لايكون الا عبر قنوات الحوار ونبذ ثقافة الاقصاء .

و في اطار الانفتاح على جل مكونات الجالية المغربية بشمال فرنسا لايتوانى السيد القنصل العام في حضور كل الانشطة الجمعوية التي تنظمها جمعيات مغربية بشمال فرنسا وتشهد له جمعيات الجيل الاول وخصوصا المساجد المغربية بمدينة ليل بتواضعه وأريحيته في التواصل معهم وتشجيعهم على الاستمرار في العمل التربوي الذي مكن الجيل الثاني و الثالث من أبناء المهاجرين من التمسك و التشبث بأصولهم المغربية و الدفاع عن قضايا وطنهم المغرب .

ويشتغل الى جانب السيد صالح الرامي طاقم من نوابه عرفوا بجديتهم وذماثة خلقهم و تواصلهم الانساني مع  المواطنين المغاربة الوافدين على القنصلية العامة ونذكر من بينهم السيد علي الدغمي و السيد شوقي يشار الى ان السيد صالح الرامي له مسار وظيفي جد غني ومشرف فقد كان قنصلا عاما للمملكة المغربية بمدينة ديجون الفرنسية ونائبا للقنصل العام بمدينة اونفرس البلجيكية ونائبا للمدير العام للوكالة المغربية للتعاون الدولي جنوب جنوب وقد زار في اطار مهامه على رأس هذه الوكالة دولا عدة من بينها مدغشقر ودجيبوتي وليبيا وجزر القمر وكينيا وجمهورية الدومنيك وغينيا كوناكري.

أكيد ان هناك دائما اكراهات مادية وبشرية في أي عمل اداري ودبلوماسي لكن ربما   يكون الحل السحري كامنا في مزيد من أنسنة الادارة المغربية .