نظمت جمعية “Comitato permanente contro le guerre e il razzismo”  بميستري نواحي البندقية بتنسيق مع جمعيات آتية  من مختلف ربوع ايطاليا منها جمعية ” comitato No Trident”  من نابولي و “Donne in rete per la pace ” من فيتشينتسا و “Pax christi”  من البندقية ثم جمعية “Il comitato no Muos” من صقلية فجمعية “Cuneo Rosso” يوم السبت 30 يناير على الساعة الثالثة والنصف زوالا بميستري بمركز كاندياني لقاء مفتوحا حول موضوع ” معا لوقف الحروب التي يتم شنها”

12660474_1134116443278678_1391264059_n

سير الجلسة السوسيولوجي الايطالي المعروفبنظالاته المميتة ضد كل اشكال العنصرية والاستغلال Pietro Basso رئيس جمعية “Comitato permanente contro le guerre e il razzismo” الذي قال إن عالم اليوم تجتاحه موجة من الحروب منها تلك التي تشن بالشرق الاوسط وشمال افريقيا وغيرها، كما هناك حرب أخرى تشن على المهاجرين، حرب ضذ العمال المهاجرين، وقليلون هم يتحرك في هذا المسار لذا فكرت الجمعية المنظمة بدعوة جمعيات من مختلف البلد المهتمين بهذا الشأن، الذين لهم مواقف مضادة للراسمالية العسكرية، مواقف معادية للحروب وذلك للخروج بنتائج ما يمكن فعله للاستمرار في النضال في هذا المسار.  وافتتح الجلسة Marco Petteno عن نفس الجمعية، الذي قال في كلمته إن المشكل هو في حرب بين شمال وجنوب العالم، وهي حرب اقتصادية تجنح لاستغلال خيرات البلدلن التي تشن فيها والنموذج في ذلك ما آلت إليه العراق، التي لم يترك فيها لا الحجر ولا الشجر، وقد لعبت ايطاليا دورا هاما في هذه الحروب،  التي تعتبر وجها مرئيا للحرب الثانية التي تشن على المهاجرين. منذ الاحداث الارهابية بباريس  بدأت حملة معادية للمهاجرين في وقت يجتاح فيه الالاف منهم  الحدود الاوربية، هربا من تدني الاوضاع ومن الحروب، طلبا للأمن والأمان، هذه الحروب ضد المهاجرين هي بدعوة الدفاع عن ثقافتنا وعن نمط عيشنا وعن وظائفنا في العمل، وسياسة الهجرة باوربا لا تخدم في شيء المهاجرين، فهي بحاجة ماسة لليد العاملة إلا أن سياستها تذهب إلى استغلالهم، فالمهاجرون، الذي لا يملكون الوثائق الثبوتية، معرضون للعمل في أسوأ الظروف ودون تأمين صحي وبساعات عمل اضافية بالاضافة الى راتب بسيط، وحتى أن المهاجر بالوثائق الثبوتية يعمل في ظروف صعبة من تلك التي يعمل فيها الايطالي، وأخذ الكلمة Roberto Taddeo عن جمعية “Il comitato no trident” تمحورت مداخلته حول النتائج التي تخلفها الحروب أو خلفتها، وهذه الحرب حرب أحادية القطب.
12665845_1134116526612003_2048462647_nوتحدثت Amelia Cracco، ممثلة جمعية “Donne in rete per la pace” عن القاعدة العسكرية التي أنشأتها ايطاليا بفنيتسيا وعن  النضال الذي خاضته نساء الجمعية من أجل إقفالها، نظرا لما تمثله في المخيال الجمعي من تهييء للحرب، الحرب التي لا تفرق بين الاخضر واليابس وتخلف الالاف من الاموات فيهم أطفال ونساء وشيوخ، الحرب التي وضعت الاقتصاد الايطالي في الأزمة وجعلت السكينة في درجات مخجلة من الفقر، وكانت مداخلة الكاهن Nandino Capovilla عن”Pay christi”، الذي تحدث عن رهانات الحرب وعن الدعوة الى إيداع السلام، في حين وقف Alfonso Di Stefano عن “comitato no Muos” عن القاعدة الامريكية الموجودة بصقلية، وعن النضالات التي تخوضها الجمعية من أجل إقفالها، أما Luigi Di Noia  ممثل جمعية “Cuneo Rosso” فعبر عن إرادته الجامحة في إنشاء قاعدة من أجل مواجهة هذه الحروب في الواجهة، سواء منها تلك الناشئة في الشرق الاوسط أوتلك الموجهة ضد المهاجرين، فالحروب لا تشن بين الحكومات أو الحكام بل تشن من طرف الحكومات ضد العمال، لذا وجب النضال من أجل حقوق الاقليات “الاثنية” من أجل حقوق العمال المهاجرين،   ليفتح الباب للمناقشة، التي كان من أبرزها مداخلة الباحث السوسيولوجي التونسي ربيع ونيش حول نضالات العمال المهاجرين، قائلا إن الاعلام الرسمي الايطالي يمارس التعتيم على حقيقة اوضاع المهاجرين، فهو مسخر لخدمة ايديولوجية بعينها، متجهة لتقزيم صورة المهاجر ودونيته، فالمهاجرين، كما قال ربيع، عملوا على النضال المميت من أجل حقوقهم الشرعية، التي أحجبت من طرف القوانين التشريعية الخاصة بالهجرة، إلى جانب هياكل الدولة ومؤسسات مختلفة، التي عملت على استعباد المهاجرين وتضليل حقوقهم. وخير مثال، يقول ربيع، على التعتيم الذي نهجته وسائل الإعلام الرسمية هو ذلك الخاص بالاضرابات التي خاضتها الشغيلة المهاجرة سنة 2005 و 2006 من أجل استحقاق حقوقهم إلا أن الإعلام وجه النضال إلى معنى آخر على أنه احتجاجات موجهة ضد الايطاليين وسلامة أمنهم، في حين أنها كانت ضد مافيا سوق العمل المدعومة من طرف جهات نظامية. وأعطى مثال على حقل اللوجستيكية التي يتم فيها الطرد التعسفي لأسباب سياسية، حيث أن العمال يصبون إلى ظروف عمل أفضل وعقود مضمونة وكرامة مصانة، وينهي ربيع مداخلته بالدعوة إلى تضامن العمال المهاجرين وتلاحمهم من أجل استحقاق حقوقهم وتحررهم، ووقفت المناضلة الحقوقية Giuseppina Fioretti واحدة من المسؤولات عن مشروع “سينما دون حقوق” التي تعمل فيها على ترجمة معاناة الفلسطينيين بترجمة إنتاجاتهم السينمائية إلى الايطالية وتقديمها في القاعات السينمائية بالبندقية وميستري من أجل التحسيس بمعاناتهم. اعتبرت في مداخلتها أن الاحتفال، بيوم الذكرى في المدارس، أمر مهم، و ذكر الضحايا اليهود في الحقول الفاشية  شيء ضروري، ومن المهم أيضا ذكر باقي ضحايا الفاشية كالغجر والمعارضين السياسيين والشيوعيين وغيرهم. وفي احتفالنا بذكرى الجرائم التي ارتكبت ضد اليهود منذ أكثر من 70 سنة، تقول جوزيبينا وتضيف، لا يجب أن ينسينا الجرائم التي ارتكبتها اسرائيل في حق الشعب الفلسطيني. وانتهى اللقاء بكلمة السوسيولوجي Pietro Basso  قائلا إن المشهد في الشرق الاوسط خاصة منه العراق و سوريا هو بوابة لحرب في الواجهة حرب امبريالية رأسمالية، حيث أن الوسائل المستعملة في الصراع هناك هي وسائل دمار غربية، وأن هذا اللقاء هو الأرضية لتوسيع دائرة المطالب التي تم وضع قاعدتها في نابولي و إنشاء حركة تنظيمية تحوي الشباب لخلق مناخ رافض لمبتغى النظام الايطالي، وذلك بتوسيع العلاقات التي يجب أن تمتد إلى خارج الاطارات الخاصة وخارج العلاقات الحميمية الضيقة. هو لقاء يحمل الكثير من الأمل ويضع أرضية لخطة عمل جماعية تربط  كل مدن الوطن، تتجه في واجة واحدة هي الضغط على الحكومة الايطالية بعدم دخول الحرب القادمة التي ستكون أعباؤها على الشعب أكثر ضغطا مما خلفته تلك التي قبلها من أزمة وظروف عيش قاهرة عادت أتعابها على المهاجر. هو صوت موحد بين عدة جمعيات مدنية تريد خلق بديل لوطن أفضل قد تحمل الأيام القليلة القادمة نتائجه .

زينب سعيد