لنوقف الحروب التي يستعد لنشوبها، الحروب الاتية لا محاله”، هو عنوان المناظرة العامة التي شهدتها عدة مدن ايطالية منها نابولي سيتشيليا، فيتشينسا، ماركيرا و صقلية وغيرها والتي ستحط الرحال في ميستري يوم السبت 30 ماي على الساعة 15 والنصف بمركز كاندياني الطابق الاول، حيث عمد عدة مناضلين حقوقيين ومثقفين لاطلاق حملة  ضد الحروب التي تخوضها اوربا في الشرق الاوسط ويتحمل الشعب اتعابها قهرا ويروح ضحيتها الاطفال والشباب والنساء ظلما وبهتانا.

لا احد يفكر في الحرب، في  وابل القنابل المرشوشة فوق المنازل وأماكن العمل،  في مشهد المذابح الجماعية اليومية لرجال ونساء واطفال بلدان الشرق الاوسط.  وفي هذه السنوات، قليلون هم من يفكرون في الحروب التي شنها الغرب في اربعة اركان عامة، حينما احتكت انفاسهم ونظراتهم بهذا الزحم من طالبي اللجوء الذين اقتحموا مدنهم.  ففي ايطاليا واوربا لا يمكن التفكير حتى في العدد الهائل من الموتى الذين خلفتهم الدبابات العسكرية وهم في منازلهم، بل تم التفكير في الحرب حينما فقط  دأب مجموعة من الجهاديين الى  تنفيذ عملية 13 نونبر بباريس، حينها فقط تعالت اصوات الحكام لادانة العملية قائلين: “نحن في حالة حرب”. حيث قال الرئيس هولند إن فرنسا في حرب، وقبلها، قبل 27 شتنبر على الاقل ، حينما انطلقت أولى الضربات الجوية لقصف سوريا. بل منذ القرن الفارط، حينما تم تدمير الجزائر لعقود من الزمن وتم قصف العراق ويوغوسلافيا وساحل العاج و….والقائمة طويلة. القضية اذن ليست فقط فرنسية. الغرب كله مهتم بهذه الحركة النبيلة. اكيد: أن امريكا لديها كل السيادة هذا امر لا جدال فيه ، لكن من ايطاليا الى كندا ومن اسبانيا الى المانيا لا احد غيب “واجبه” في زراعة الموت والدمار. ايطاليا على سبيل المثال تشارك حاليا بـ 40 عملية عسكرية في العالم، من البحر الابيض المتوسط الى الشرق الاوسط الى افريقيا الى اسيا، بما يقارب 10 الالاف عسكري، ناهيك عن “المتعاقدين” من الشركات الخاصة …. لماذا يحدث كل ذلك؟ لانهم اوقفوا تمويل المدارس لاكثر من عشرين سنة ، بالاضافة الى توقيف خدمات التقاعد والصحة، والمساعدات للمعوقين، في حين أن تمويل الحرب ومعدات موجود على الدوام؟ من يتحمل اعباء مصاريف الانفاق العسكري وانتاج الموت؟ انهم بكل بساطة المواطنين العاديين والعمال والشباب؟ ماهي نتائج هذه السلسلة من “الحروب اللا نهائية” التي تعتبر بلداننا وحكوماتنا بطلها وضحياها شعوب أخرى العربية منها والاسلامية على الخصوص؟ وهل هناك رابط بين هذه الحروب والازمة التي تعصف بنا وتعصر أفرادنا؟ هل هناك رابط بين هذه الحروب والتدني العام لظروف الحياة والعمل والبطالة وانعدام الامن الوظيفي المتدهور؟ هل هي ارهاصات حرب اجتماعية  في الواجهة تجتاح فيها قوى راسمالية قوية كل من يعيش على قوت عمله وليس لديه قديس في الجنة؟ من يتصور ان معدل بطالة الشباب قد وصل الى اوجه حتى في اوربا، وان في بلد مثل اليونان قد تظهر فيها حالات من الوفيات وسوء تغذية الرضع؟

امام احداث كهذه لا يمكننا أن نقف مكتوفي الايدي، غير مبالين بما يجري او محايدين، لان وجودنا في مهب الريح، حاضرنا ومستقبلنا. هذا التسابق للحرب، هذا الاندفاع اتجاه حرب مروعة جديدة اكثر تدميرا، حرب عالمية جديدة، التي قد بدات اشواطها حسب البعض، يمكن ويجب توقيفها. باي قوة؟ باي وسيلة؟ ماذا بدأ يتحرك في هذا الاتجاه؟ دعونا نجتمع معا لنناقش الامر مع كل من أخذ درب النضال في هذا الصدد منذ السنوات والاشهر الفارطة في فيتشينتسا و نابولي وماركيرا  وصقلية وغيرها. لنا لقاء يوم السبت 30 يناير على الساعة الثالثة والنصف زوالا في ميستري فكونوا في الموعد.