حوارها : عبد الفتاح إدريسي بلقاسمي

البرلمانية رقية الدرهم تصرح:

  • المغرب منفتح على العمق الإفريقي من الناحية الاقتصادية والسياسية.

  • الاستمرارية أو العمل في الدبلوماسية لا يهم الشق الحكومي أو شق المجتمع المدني فقط.

  • إذا أردنا بناء مغرب كبير فلابد أن نكون جميعا موحدين نحيا في بلدنا فوق أرضنا فيما بيننا.

بمناسبة انعقاد الدورة الثانية لاتحاد الشباب البرلماني الإفريقي، حاورنا السيدة رقية الدرهم نائبة رئيس لجنة الخارجية بالبرلمان المغربي تنتمي للمناطق الجنوبية بمدينة “العيون الساقية الحمراء”.

و فيما يلي نص الحوار:

  1. من هي السيدة رقية الدرهم كبرلمانية و فاعلة جمعوية؟

في البداية يشرفني أن أكون هنا معكم كإعلاميين، فالصحافة الالكترونية تلعب دورا هاما في تبليغ الرأي العام الدولي و خصوصا الجالية المغربية المقيمة بالخارج، بالعمل البرلماني الذي يقوم به البرلمانيون الشباب و برلمانيي جميع المناطق و الجهات الوطنية و خاصة منها منطقة الجنوب.

إنني نائبة برلمانية عن فريق الاتحاد الإشتراكي و في نفس الوقت نائبة رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان المغربي، و تواجدي هنا يدخل في إطار التمثيلية البرلمانية  التي تفرض أن أكون حاضرة بل أكثر من ذلك إن تواجدي ضروري بحكم اهتمامي بالعلاقات بين البرلمان المغربي والبرلمانات الإفريقية، الموضوع مهم جدا خاصة  و أن المغرب منفتح على العمق الإفريقي من الناحية الاقتصادية والسياسية. لقد كانت مشاركتنا مؤخرا في جنوب إفريقيا من أجل الحكومات المحلية، و اليوم نحن نطعم وندعم تلك المبادرة بمشاركتنا أيضا في البرلمان المغربي و ذلك بحضور شباب برلماني من جميع دول إفريقيا تقريبا، و هذا يشرفنا لأنه عمل يوطد العلاقات بين البرلمانات و خصوصا برلمانات الشباب .

  1. كيف تمارسون الدبلوماسية الموازية من خلال برلمانات الشباب؟

  • فيما يتعلق بالبرلمانية الموازية و في إطار هذا الاجتماع فإننا نجمع كلنا على أن هناك بعض الملاحظات، و لكن في إطار البرلمانية الموازية فإن هذا الاجتماع يدعم كل ما يمكن أن تكون عليه البرلمانات الموازية أو الدبلوماسية الموازية.

إنه يمكننا أن نقول اليوم أن هذا العمل هو الذي يفرض أن تكون فيه جميع البرلمانات و خاصة البرلمان المغربي و هذا هو العمل الدبلوماسي الناجح. لأن الاستمرارية أو العمل في الدبلوماسية لا يهم الشق الحكومي أو شق المجتمع المدني فقط، و لكن بالنسبة للبرلمان إن هذا العمل يعتبر جيدا جدا، فهو يتضمن المتابعة و الاستدامة و العمل الجاد، و هذه هي الدبلوماسية الموازية المعول عليها، فأشغال و أعمال المؤتمرات هي التي تنجح الدبلوماسية الموازية للبرلمان أو حتى إذا كانت في إطارات أخرى أو ميادين أخرى.

  1. ما هي ارتساماتكم حول الزيارة الأخيرة التي قام بها صاحب الجلالة للأقاليم الجنوبية؟ و هل كنتم في هذه المناسبة في الجنوب المغربي؟

  • أولا هذا حدث لا يمكن أن يكون أي أحد بعيدا عنه أو غير متواجد فيه، أكيد أنه بانتمائي للمنطقة أولا و لجميع التنظيمات فيها لابد لي أن أكون حاضرة و متواجدة في عين المكان، فهذه زيارة لن أقول أنها كانت تاريخية لأن صاحب الجلالة مرحب به في بلاده أينما حل و ارتحل، و تلك الجهة أيضا جزء من بلاده كباقي الجهات الأخرى إلا أنه لتلك الزيارة وقع أكثر لأننا كنا ننتظرها منذ مدة طويلة، و الحمد لله أنها تحققت و نتمنى أن يكون تفعيل هذه الزيارة بعودة صاحب الجلالة لمناطق الجنوب التي ستعرف انطلاق المشاريع المرتقبة من طرف المواطنين هناك بشغف، لأنه سيكون لها وقع إيجابي على الحياة الفردية للساكنة في الجهة، و أكيد أنه بالنسبة لنا نحن أبناء الأقاليم الجنوبية، إننا فرحون بتلك الزيارة و نتمنى أن لا تكون زيارة واحدة في السنة فقط بل أملنا أن تتكرر الزيارات الملكية في كل المواسم حيث سيكون لذلك وقع اقتصادي و اجتماعي و سياسي أكثر على المنطقة و ستفند كل الأكاذيب التي تقال من طرف خصوم وحدتنا الترابية.

فهناك بعض المشاكل الاقتصادية و الاجتماعية كباقي مناطق المغرب لكن الآخرون يلبسونها الصورة السياسية، فبإمكاننا أن نذوب كل هذه الادعاءات إذا كانت هناك زيارات ملكية متعددة و كانت هناك انطلاقات لمشاريع اقتصادية لها أثر إيجابي و سيكون لها وقع محمود على الحياة الفردية للسكان.

  1. ما هي الرسالة التي توجهينها لخصوم وحدتنا الترابية من خلال هذا الحوار؟

  • لن أقول أن هناك رسالة، و لن أقول أنهم خصومنا فهم إخواننا و أبناء عمومتنا و أهلنا و أبناؤنا و هم أناس غرر بهم، لكن يجب أن يعلموا أنهم إذا ظلوا مقيمين في منطقة لمدة 40 سنة فلا حياة و لا مستقبل لهم و عودتهم إلى أرضهم شيء مرحب به في أي وقت و حين، فإذا أردنا بناء مغرب كبير فلابد أن نكون جميعا موحدين نحيا في بلدنا فوق أرضنا فيما بيننا و أن نبتعد عن خصومنا الحقيقيين الذين ليسوا منا أولائك الذين يورطون أهلنا و أحبابنا، و خصوصا جارتنا الجزائر التي من الأفضل لها أن تهتم بشئونها الاقتصادية و تعمل على حل مشاكلها. فليس لها مع أهلنا أي انتماء لا قبلي و لا ثقافي و لا عرقي، و آخر كلامي يتلخص في ضرورة توحيد صفوفنا و السير إلى الأمام بخطوات ثابتة من أجل بناء وطننا و مستقبلنا.