الجالية 24.

اعتبر الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، عبد الله بوصوف، أن أكبر تحد يواجه الهجرة المغربية النسائية في دول الخليج هو الصورة النمطية التي تروج لها وسائل الإعلام في الخارج والداخل والتي لا تنظر الى الكفاءات النسائية البارزة في هذه الدول اللواتي يعتبرن سفيرات يقدمن افضل نموذج في دول الإقامة.

وقال بوصوف في حوار ضمن ملف نشرته جريدة “أخبار اليوم المغربية” في عددها لنهاية الأسبوع (6-7 دجنبر) إن السياق الدولي المتأثر بتداعيات الأزمة الاقتصادية دفع الكفاءات المغربية ذات التأهيل العلمي العالي الى التوجه نحو دول الخليج بدل التوجه او البقاء في  أوروبا أو أمريكا نظرا للتطور المتواصل لدول الخليج والأوراش الكبرى والعروض المغرية التي تقترحها هذه الدول، وكذا التقارب الثقافي والروابط التاريخية للمغرب مع هذه الدول.

وأضاف الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج أن المجلس يسعى لمحاربة الصور النمطية التي تعاني منها مغربيات الخليج من خلال تسليط الضوء على الدور الريادي الذي اطلعت به النساء المغربيات واسهاماتهن المتنوعة في التاريخ الانساني وفي الثقافة المغربية بالإضافة الى مشاركتهن الرجل جنبا الى جنب في تنمية بلدها وتنمية المجتمعات التي تقيم فيها.

نقدم لكم فيما يلي نص الحوار كما نشر في الجريدة.

ماهي المجالات التي تنجح فيها المغربيات في الخليج؟

 من مميزات الهجرة المغربية نحو الخليج كونها تتسم بنسبة مهمة من التأنيث، والنساء المغربيات في هذه الدول بصمن على مسارات متفردة في أغلب الدول الخليجية بالرغم من الصورة النمطية التي تسوقها وسائل الإعلام العربية والوطنية أحيانا حول هؤلاء السيدات، وهو ما لمسناه خلال تنظيم المجلس قبل سنتين في دبي لملتقى مغربيات من هنا وهناك الذي خصص لمغربيات العالم العربي، والذي كشف الغطاء على جانب آخر من الكفاءات المغربية النسوية الذي لا تهتم به كثيرا وسائل الإعلام.

لقد استطاعت المهاجرات المغربيات في الخليج بالرغم من حداثة هذه الهجرة ان يتبوأن مراكز جد مشرفة جعلتهن مفخرة لبلدهن وسفيرات يقدمن أفضل نموذج في المجتمعات المقيمات بها. منهن الطبيبات والمهندسات ونساء القانون والإعلاميات ونساء الاقتصاد، وفنانات تشكيليات، وكذا حرفيات يكسبن قوتهن من عرق جبينهن ويساهمن في تحسين أوضاعهن الاقتصادية وتنمية بلدهن الأصلي.

ألا تؤثر الصورة النمطية المأخوذة عن المرأة المغربية بدول الخليج في تبخيس هذه النجاحات؟

بطبيعة الحال.  فأكبر تحد يواجه المهاجرات المغربيات في دول الخليج هو الصورة النمطية السلبية التي تلصقها بهن وسائل الإعلام، وهو ما لا تتوقف النساء المغربيات عن التعبير عن امتعاضهن منه. وهذه الصور تلاحقهن في معيشهم اليومي في مجتمعات الإقامة بل وحتى في المغرب مما يجعلهن ضحايا للنظرة المجتمعية الماسة بالكرامة هنا وهناك.

لقد عانت هذه الفئة ولاتزال من ظلم إعلامي ومجتمعي جعلها ضحية صورة نمطية تنظر إليهن ومن دون أدنى تردد او تفكير إما تمتهن مهنا تخل بشرفها سواء كانت دعارة او شعوذة او نصابة أو تنتظر فرصتها للقض على رجل ثري تخطفه من بين أحضان أسرته. صورة كرسها تضخيم إعلامي لاستثناءات هي ضحية هذه السلوكات قبل ان تكون مسؤولة عنها. فأصبحت المرأة المغربية في الخليج مقرونة بكل ما هو مشين سواء في الشارع او في العمل او حتى في الأعمال التلفزية وعلى صفحات جرائد

 ما هي العوامل التي دفعت بالنساء المغربيات إلى الإقبال على دول الخليج للدراسة أو العمل؟

أهم العوامل التي تدفع النساء المغربيات نحو دول الخليج هي الامكانيات الاقتصادية وفرص العمل التي توفرها هذه الدول التي ما تزال تشهد تطورا مضطردا يفرض عليها الانفتاح على الكفاءات الاجنبية. وبالنسية للمهاجرات المغربيات فإن العوامل المشتركة بين المغرب وهذه الدول كاللغة والدين والثقافة تجعل اندماجهن في هذه المجتمعات يتم بشكل أسهل، وتوفر لهن الهجرة الى الخليج هامشا ماديا يساعدهن على تحسين وضعهن الاقتصادي ووضع أسرهن في المغرب.

من جهة أخرى وفي سياق دولي متأثر بتداعيات الأزمة الاقتصادية أصبحت الكفاءات المغربية ذات التأهيل العلمي العالي تفضل التوجه نحو دول الخليج بدل التوجه الى أوروبا أو أمريكا نظرا لتراجع الفرص في هذه الدول أمام التطور المتواصل لدول الخليج والأوراش الكبرى والعروض المغرية التي تقترحها دول الخليج، وكذا التقارب الثقافي والروابط التاريخية للمغرب مع هذه الدول.

كيف يحمي المجلس الصورة النمطية للمغربيات بالخليج ؟

كمؤسسة استشارية واستشرافية جعل مجلس الجالية المغربية بالخارج من الهجرة المغربية خصوصا النسائية الى دول الخليج محورا أساسيا في اشتغاله واختار التوجه نحوها وخصص لها لقاء دوليا للتعرف عن قرب عن أهم التحديات التي تواجهها مغربيات الخليج، لما لهذه اللقاءات من أهمية في تجميع معطيات دقيقة تمكن من وضع مقارنات، من اجل تكوين رؤية موحدة تساعد في بلورة المستقبل، وتمكن من توفر بعض عناصر الحلول لتكميل عمل جميع الفاعلين في هذا المجال.

ويحاول المجلس في إطار محاربته للصورة النمطية في هذه البلدان تسليط الضوء على الدور الريادي الذي اطلعت به النساء المغربيات واسهاماتها المتنوعة في التاريخ الانساني وفي الثقافة المغربية بالإضافة الى مشاركتهن الرجل جنبا الى جنب في تنمية بلدها وتنمية المجتمعات التي تقيم فيها.