الدكتور علال العمراوي يصرح :
– أعتبر أن المسؤولية لا تنحصر في التسيير فقط و لكنها تتجلى في العمل الذي يجب أن يبقى متواصلا.
– إن المواطنين في حاجة لمن يأخذ بيدهم و يساعدهم في الحالات المرضية.
– عندما اشتغلت في الطب كان يحدوني طموح كبير لأخدم المواطن أكثر ما يمكن.

س: من هو الدكتور علال العمراوي؟
ذ. عمراوي: إنني من مواليد مدينة فاس، طبيب اختصاصي في الجراحة، متزوج أب لثلاث أطفال، ترعرعت في العاصمة العلمية و أملي أن أقضي بقية حياتي فيها ، و مستمرا في خدمتها بكل ما أوتيت من إمكانيات و إخلاص كبير، بالإضافة إلى ذلك إنني عضو في اللجنة المركزية لحزب الاستقلال ترشحت في الانتخابات الجماعية و انتخبت في المجلس الجماعي منذ 2003 خلال المرحلتين التي قاد فيها حزب الاستقلال مجلس مدينة فاس. فالمرحلة الأولى استمرت من 2003 إلى 2009 و كنت نائبا لرئيس مقاطعة أكدال و كان المرحوم العلوي ثيتنا رئيسا. و المرحلة الثانية من 2009 إلى 2015 فقضيتها نائبا أولا لعمدة مدينة فاس. و مارست المسؤولية خلالها على مستوى تدبير الشأن المحلي لمدينة فاس أما الآن فإنني عضو في مجلس المدينة بدون مسؤولية في التسيير. فأنا أعتبر أن المسؤولية لا تنحصر في التسيير فقط و لكنها تتجلى في العمل الذي يجب أن يبقى متواصلا فبصفتي مواطن غيور على المدينة أؤمن أنه يمكنني تقديم الكثير في أي موقع كنت سواء كنت في التدبير المباشر أو عضوا مستشارا أو فاعلا جمعويا فكطبيب مهني إنه يمكنني المساهمة في خدمة المدينة و الساكنة في جميع الميادين لأن الطرق متعددة.
س: ما هي الدوافع التي جعلتك تمارس العمل السياسي؟
د. عمراوي: منذ نعومة أظافري و هو يحدوني شغف كبير للاشتغال مع الأحزاب السياسية و المجتمع المدني على الصعيدين المحلي و الوطني وكنت دائما أتمنى أن أساهم في التدبير و في وضع استراتيجيات أو الإدلاء برأيي في مستقبل البلاد و أعتبر أن هذه مسؤولية على عاتق كل مواطن غيور على بلده فمن واجبه أن يساهم في تطور البلاد مهما كان موقعه.
س: في أي موقع تفضل أن تساهم في خدمة المدينة؟
ليس هناك موقع كبير و موقع صغير، إنني أومن بأنه بإمكان الجميع أن يساهم في تقدم و تطور البلاد. فمن هذا المنطلق بدأت في العمل المباشر مع رابطة الأطباء الاستقلاليين و من خلال العمل الجمعوي و بفضل التواصل و الاستمرارية اتضح لي أن المواطنين في حاجة ماسة لمساعدتهم عن طريق المهنة التي أمارسها و هذا هو الميدان الذي أنشط فيه أكثر لأنه ميداني. فالمواطنين في حاجة لمن يأخذ بيدهم و يساعدهم في الحالات المرضية ، عندما اشتغلت في الطب كان يحدوني طموح كبير لأخدم المواطن أكثر ما يمكن، و هذا من أسباب ترشيحي في الانتخابات و تحملي المسؤولية فأنا أومن بالخدمة العمومية ككل، وفي جميع الأعمال التي كنت أمارسها مهنيا أخصص ساعة من وقتي للخدمة العمومية، و لم أشتغل في القطاع الخاص نهائيا. لقد فضلت العمل في مستشفى عمومي إيمانا و اقتناعا مني بالخدمة العمومية مارستها بكل تطوع. و تجلت هذه الممارسة حتى في المجلس الذي تحملت فيه المسؤولية. و أعتبر أن تجربتي في العمل الجماعي تجربة ناجحة. إنني الآن في مرحلة لا أمارس فيها المسؤولية مباشرة لكن يمكنني أن أقدم النصح الكثير للمواطنين. فأنشطتي و عملي التطوعي منذ البداية لم يرتبطا بمرحلة انتخابية بقدر ما كانا مرتبطان بالأعمال الاجتماعية المتواصلة.
س: كيف كان تعاملكم مع المواطنين حينما كنتم مسئولا جماعيا؟
ذ. عمراوي: لقد اتسم دائما تعاملي مع جميع الأطر الموظفين و المسؤولين و مع محيطي بالاحترام المتبادل و الاعتراف بالجميل و بالعمل المتواضع الذي أقدمه و هذا ما يدفعني بالاستمرار للعمل أكثر بقناعة و بنفس طويل لكي أواصل. فالمواطنين في حاجة إلى من يعمل بجانبهم و يأخذ بيدهم، و هذا ما يجعلني حاضرا أكثر في عملي.
س: كيف كنتم تتعاملون مع حزب العدالة و التنمية لما كنتم كاستقلاليين تشرفون على تسيير مجلس المدينة ؟
ذ. عمراوي: إنني أعتبر أن العمل الجمعوي عمل جماعي و لم أعتبر أن اللون السياسي يمكن أن يغير في التوجيه و في طريقة العمل ، و قد انتخبت لخدمة المدينة و ساكنتها.
لقد كان فريقنا يصطدم كثيرا مع إخواننا في العدالة و التنمية في المرحلة السابقة و اليوم ها هم يتحملون المسؤولية أتمنى أن ينجحوا في مهامهم فإذا نجحوا ستنجح المدينة و ستجني النتيجة ساكنة المدينة. و لا يمكننا إلا أن نقدم لهم العون و النصح أنا و أعضاء فريقنا و أن نمد أيدينا للمسؤولين على الشأن المحلي لنتمكن من التعاون معهم و إفادتهم في بعض الأمور. إننا اليوم نعتبرهم لازالوا في البداية و في مرحلة اكتشاف العمل الجماعي و لهذا نترك لهم الوقت الكافي ليتمكنوا من الملفات و من تدبير الشأن المحلي و شؤون المجلس الجماعي، و نبقى رهن إشارتهم و في تواصل مستمر مع الساكنة و المجتمع المدني، إننا نؤدي دورنا في التوعية و التأطير و الاقتراحات و في العمل الخيري و الإنساني و نحن معبئين باستمرار لخدمة الصالح العام و المدينة.

س:ما هو النداء الذي توجهونه للساكنة؟
ذ. عمراوي: ندائي لساكنة فاس هو الحفاظ على هذه المدينة لأنها مدينة مقدسة قدمت الكثير للبلاد، تاريخها تاريخ عظيم و حاصل عبر القرون. يجب أن تبقى حاملة للمشعل على الصعيد الوطني و يجب على الساكنة أن تبقى مؤمنة بمدينتها و بقدراتها فهي مدينة قدمت و لازالت تقدم العطاءات الكثيرة. و يجب أن لا نسقط في إحباط بعض الأجيال التي تدعي أن المدينة أصبحت كلها مشاكل و ظروف صعبة، تتخبط في الإحباطات فبالعكس لمدينتنا قدرات ثقافية حضارية تاريخية و اقتصادية مهمة و متعددة يجب أن نراهن على مستقبلها لتكون في قمة الازدهار.
و على المجتمع المدني النشيط أن يواصل عمله فيها، و أن يبقى ضمير المدينة و محرك العمل اليومي في جميع الأزقة و الأحياء و في كل المجالات لأن دوره أساسي.