خلال دورة هذه السنة  للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش تم تكريم السينما الاسكندينافية،  بحضور وفد من صناع السينما الاسكندينافيين، برئاسة المخرج الدنماركي بيل أوغوست الحاصل مرتين على جائزة «السعفة الذهبية» بمهرجان «كان»، عن فيلميه «بيلي الفاتح» و«أفضل النوايا».

في واحدة من أقوى لحظات هذا الحدث السينمائي سطعت أضواء الشمال الأوروبي في سماء مراكش، التي خص مهرجانها الدولي السينما الاسكندنافية بتكريم حافل بقصر المؤتمرات بمراكش،. وعلى منصة الحفل، صعد وفد اسكندنافي رفيع من مخرجين وممثلين ومنتجين يمثلون دول السويد والنرويج والدنمارك وفنلندا وأيسلندا، حيث تسلم المخرج الدنماركي نيكولاس ويندينك ريفن نجمة المهرجان، من يد المخرج الأمريكي مارتن سكورسيزي، رئيس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للمهرجان.

وقال ريفن في كلمة بالمناسبة إن مفارقة السينما الاسكندنافية تتمثل في كونها تمثل تجارب خمس دول أصبحت أمة واحدة بفضل السينما، معربا عن شكره لصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد رئيس مؤسسة المهرجان، على هذا الاحتفاء الرائع.

وفي شهادة حول إسهام السينما الاسكندنافية، قال سكورسيزي إن الأمر يتعلق بواحدة من أهم روافد الفن السابع عبر تاريخه، معتبرا أن المواهب الاسكندنافية كانت وراء التأسيس لفن السينما منذ بدايات القرن العشرين.

وتوقف المخرج المخضرم عند عطاء المخرج السويدي انغمار بيرغمان الذي وصفه بأنه “منارة” كانت وراء إطلاق موجة سينمائية جديدة تكتشف الأحاسيس والمشاعر، ألهمت أجيالا متعاقبة.

وكان من المنتظر أن يتسلم نجمة المهرجان المخرج السويدي بيل أوغست الذي حصل على السعفة الذهبية مرتين من مهرجان كان بفرنسا عن فيلميه “بيلي لو كونكيرانبيلي الفاتح) و”ذو بيست إنتونشينز” (أفضل النوايا)، غير أن انشغالات مهنية حالت دون حضوره، على أن يكون في الموعد خلال حفل الاختتام.


ويجمع عدد من النقاد على أن السينما الاسكندنافية نجحت في رفع التحديات التي كانت مطروحة أمامها بذكاء وفعالية، مع الحفاظ على هويتها ومكانتها أمام المنافسة الشرسة التي تمثلها أفلام دول أخرى خاصة الأنغلوساكسونية حيث تمكنت من تعزيز إنتاجها المحلي وتقديم أفلام ذات جودة فنية عالية وأخرى تجارية جذبت اهتمام جماهير عريضة في مختلف دول العالم.


وبفضل جيل المخرجين الشباب أمثال روبين أوستلوند (السويد) ونيكولاس ويندينغ ريفن (الدنمارك) وجواشيم تريير و ماريوس هولست (النرويج)، أصبح للسينما الاسكندنافية طاقة جديدة ومكانتها الخاصة في جميع التظاهرات السينمائية، لأن كل مخرج منهم استطاع تحرير خياله و فرض ذوقه وأسلوبه في المشهد السينمائي العالمي.

ويسعى المنظمون، من خلال تكريم الصناعة السينمائية للدول الإسكندينافية، إلى «تسليط الضوء على الروابط المشتركة بين أضواء الشمال والنجوم الساطعة بالمغرب».