تعددت أشكال العلاج الروحي وتعدد رواده، فلا نسمع الا عن مكي الصخيرات الذي حشد الجماهير وطمس عيون العلم بما يدعيه من علاج وتقويم، وغيره كثيرون وذهبت اللائمة إلى اعتبار رواد هؤلاء الاشخاص وهذه الامكنة باميين العالم الثالث او العالم العربي وينزوون لهكذا ايمان لانهم يرون الله بحواسهم ولان اشكال الظلم والاستبداد بلغت مداها فلم يجدوا بدا الا خلق عالم اخر تكون فيه العلاقة مع الله اكثر بساطة وتكون الاماني اكثر قربا، فلا نجد الامن يكتب رسائل لله ويبعثها عبر الاولياء الصالحين كما هو الشان في مصر او من يحمل قالب سكر ويقطع الامتار والكيلومترات لملاقات شخص يحمل بين اصابعه السلوى والشفاء، نقول هذا دائما ونربطه بفئة اجتماعية خاصة في المجتمع، فئة لم تنل قسطها من التعليم ولم تدخل حلقات استيراد وتصدير الافكار ولا فهمها، انها فئة البسطاء في مجتمعنا، لكن ماذا لو تعلق الامر بفئة مثقفة لمجتمع نستورد منه الافكار والعبر، نستورد التصورات والسلوكيات والقيمة الثقافية المضافة، فهل ندخل المسالة حيز التنفيذ كباقي الثقافة المستوردة؟ أم نضعها في افق المساءلة ونقف مليا لدراسة الظاهرة ومعرفة ابعادها وكنهها، ويحضر معنا سوسيولوجيون وسيكولوحيون متخصصون، هل هي خاصة بالقهر الذي يخندق الانسان ويجعله لعبة لتصورات يعتقدها تقرب البعيد وتحقق المستحيل؟ أم أنها خاصة بالتصورات المادية والروحية حيث البعد عن الروح بشكل قطعي يولد ردة للرجوع اليها بشكل جائع، فمسألة الايمان بالقدرات الروحية للانسان هي مسالة لا تخص الشرق وحده بل تخص الغرب أيضا ولا تستهلك من العاميين والاميين وحدهم بل يتعاطاها حتى ائمة المجتمع ومثقفيه، ولا تصدر من ولي فقيه فقط بل تصدر من متعلم مثقف أيضا، وقد تكون الدواعي التي تسقط في هكذا تصورات مشتركة وتكون صادرة من القهر والخوف والفراغ الروحي والسلطة الدكتاتورية و…..غيرها من الاسباب.
غير أن الفقيه المعالج عادة ما يكون ذا تحصيل بسيط في مجتمعاتنا ويكون مستواه الثقافي متواضع وتصوراته محدودة، حيث أنه يدعي العلاج فقط ويدعي الولاية من الله فقط دون انتقاد الدين أو نقده، دون اعطاء البديل للتصورات الدينية المطروحة، بل يؤمن بها ويتبناها، في حين نجد أن العوالم الاخرى لا تختار جزافا، ولا ترضي بالمطروح بل تنتقده لتبني بديلا، وعلى سبيل المقاربة نورد جمعية الضمائر الحية الايطالية، التي تعمل على اشفاء الناس بالضوء والتدليك حيث انها تمتلك ادوات واجهزة الترويض الحديثة وتقدم مساعدات علاجية لقاصديها وذلك مجانا وتعتمد الجمعية في نشاطاتها على دخل افرادها وعلى الهدايا التي تقدم اليهم من المرضى، وتعالج بالضوء حيث يسترخي المريض امام اشعة الضوء وفي قاعة مغلقة بها كل الادوات التعبدية الخاصة بهم ويغمض عينيه امام الاشعة وهي خمس مرايا بكل الوان الطيف الاحمر والازرق والاخضر والبرتقالي والبنفسجي وتقوم العملية العلاجية كما صوروها هنا في الرسم أدناه .
فالوصول الى الفرح والحب الخالد يستوجب قطع عدة مراحل، لان الواصل اليهما يكون منطلقا من معاناة صادرة من مجهول لا تعرف اسبابها، وعليه الذوبان في الانا الكلية والانا المتعددة لان الاعضاء هم وحدة كلية ويجب عليه ما عليهم وله ما لهم لذا يجب الذوبان في الجماعة من اجلهم ومن اجل الخير الاسمى الذي هو انالة المرتبة الدينية الرفيعة التي كانت لمريم العذراء، وهذا قمة الدهشة التي تتكهن بمصاحبة الدهشة الى الخير الاسمى والكوني وهذا الاعتراف الكوني يفتح الطريق للوصول الى الحب والفرح الخالدان عبر الطاقة التي تعطيها الالوان للوصول الى الملائكية والتهاني فالتصنيفات الكونية والصداقة العالمية التي هي مبدأ الجمعية الاساس. والجدير بالذكر أن اعضاء الجمعية كلهم مثقفون فيهم شعراء وكتاب وفنانون تشكيليون، أساتذة وممرضون ومتقاعدون، ويوظفون كتاباتهم في التعريف بقضيتهم والدفاع عنها سواء كان ذلك كتابة أو تصويراوهذه بعض المقتطفات من كتابات الاعضاء:
من: ” من يكون أب للانسانية”.
ايقاع: “أريد رؤية اله شكلي، شكلي
– أنا روح الضوء الانساني، قلت للماء أن يجعلني أرى اله شكله، لكنه صامت كأنه لا يملك صوتا يخصه.
– وقلت للنار اجعليني أحس اله الحركة، لكنها صامتة على الدوام وتختفي في روح الأنا.
– وطلبت من علاقات الأشكال القدرة على إثبات الطرب الشامل من أجل رؤية الفحشاء المنعكسة، لكن العلاقات تهرب من المركز،إلى جهة ضواحي عتمة الهاوية.
– وقلت لحد نهاية اعتدال استباحتي الأدنى اخترق تواصل الاعتراف الذي يتنفس نفسه.
– مررت من شوارع متباعدة ومختلفة للبحث عن روحي العتيقة والمبتسمة للحياة الأولى .
– وارتخيت في هواء معطر لنبات وردي وتحت ظل أشجار، احتميت بالحميمية
– جلت مع الوديان أغني فيضانات متجهة لنهر الأمان داخل الذاهب إلى البحر المجهول الحاضر كذاته.
– وتمددت في الشمس والقمر، استفهم النجوم في سماواتهم وفي تاريخهم، استنبط علاقات الاكتشاف في أعماق الأنا أكون ..دهشتها من الأنا؟
– ولاحظت الجواهر والمواد في حرية أصل كينونة الأمور، والآتية من كل الأشكال السعيدة.
– وخلقت وقتي، أحصي الكينونة في كينونة الأرقام والأصوات، كرؤية التخنت الذي يتجلى، ليكون محضونا في علاقة السرور.
– وأدهشت مساحة رغبتي في شكلي، إضافة إلى الاعتراف في البحث عن السعادة القصوى.
– وفكرت في طيران العصافير وفي أمل الحيوان، وفي دوران الأرض في الحركة الخاصة بالمعرفة.
– وانتميت للمعادن في لمعان الصنع الانساني في كل البخار الكروماتيكي للحب.
– وفي كل بحث للاله الذي أحلم بلقائه، من أجل كسب علاقتي به بالمدح الصافي في عمل الطاعة لطيبة الجمال.
– لكنني لم أكن أعرف أنني سأكون نار التوحد للاله الكوني، أحيا منقسمة نفس الشخصة الجاهلة لكينونة نفس الاله الذي أصبح مماثلا لغموض شكله المرئي المباشر في احترام الاعتراف بالفرح العظيم لنقطة الأنا الواحدة مثل روح خالدة لحياة خاصة أعيش فيها كأم الاله.
– لهذه الساعة أصبح مدحي عملا صافيا، كأعمالي المجانية من لذة الشكل الصافي.
ألبينا بوتساطو
حيث ان الكتابة اداة من ادوات الدفاع عن التصور والية من اليات التعريف بالمبدأ العام للجمعية ، والصورة وثيقة موثقة لهذه التصورات وحبر شارح لها وهذه بعض لوحات بعض الاعضاء.:
اللوحات للفنانة باولا بالمانو
الظاهرة ظاهرة حاضرة في كل مكان والوسيلة متغيرة من مكان لمكان، فالثورة على الامكانيات العلمية هي مسالة بدات الاوسات تاخذ عليها لحضورها بقوة لكن الجديد هنا هو ما تقدمه الجمعية من بديل في تحديدها للمفاهيم الدينية.
أنا متزوجة بالله وأعيش معه وأقدم له نفسي وأعيش ما بقي لي من أجل رسالته، لذا فما أدعيه هو فوق كل الديانات- تقول مؤسسة الجمعية وتضيف- ولدي مفاهيم جديدة للديانات، أقابل وأوفق بينها؟، وأعالج الانسان من خلال استخراج طاقاته فأنا وحدة جسمية لأنا روح متحركة، تقول مؤسسة الجمعية، وتأسست الجمعية على مبدأ مسيحي في الظهور من أجل الحب الذي يؤدي إلى التزاوج بين ثلاث شخصيات خالدة وتعتمد على الثالوث المقدس-تشرح المؤسسة- وهذا الثالوث ليس ثالوث المسيحية القديمة، بل الثالوث في تصور الجمعية هو: الوعاء، المادة، والطاقة. فالاعضاء كلهم متزوجون من بعضهم البعض، حيث أنهم كجسد واحد، إذا مرض أحد الأعضاء تداعى الجسد الجماعي بالمرض – الجسد المسيحي- وإذا كان أحد يستهلك أكثر مما ينتج يكون مصيره الطلاق.
الاحساس بالكلمات- تقول المؤسسة وتضيف- ونقل الجمال والعدالة والسلام والطيبة والسعادة والوحدة والحقيقة الكونية هي مبادئ الجمعية، والله خالد يوجد قبل الكل ومجهول-تقول المؤسسة- ويظهر في ثلاثة أقطاب في الوعاء نفسه: في المادة التي تدخل في الوعاء وتطابق الاثنين يؤدي إلى الطاقة . وكل طاقة تصير ثلاثية-تشرح المؤسسة- مما يعطي العالم الجديد، وانتشار الطاقة ينشر معه الخير وينفي الجوع والخوف . هذا ويوجد أكثر من عالم – تقول المؤسسة- وليس عالم الانسان فقط . والجنة والنار ليسا موجودين، فالطفل بحاجة لتخيل هذه الأشياء، لكن هناك امتدادات فالماء له امتدادات والأرض كذلك وهي عوالم، وهناك مخلوقات غير مرئية- تقول المؤسسة- آتية من عوالم أخرى، ليست لهذه العوالم قدرة الكلام، لكن الصورى تخترق باقي العوالم والحقيقة لها ثلاثة أوجه: الحقيقة المرئية والحقيقة التي يراها الكل والحقيقة الحقيقية والكبيرة التي لا يعرفها أحد
فأي حقيقة يقدم هؤلاء عربا كانوا أو غربيين، اسلاميين كانوا أو مسيحيين
اعداد زينب سعيد