نزعت فرق أحزاب المعارضة بمجلس النواب رداء “النصر” الدبلوماسي عن الحكومة، ونسبتها إلى دبلوماسية الملك محمد السادس، وتحركاته الشخصية التي أفضت إلى كسب العديد من النقاط في سياق كسب رهان قضية الصحراء، خاصة بعدزيارته الأخيرة لأمريكا، متهمة الدبلوماسية الرسمية بالتقصير في التعاطي مع هذا الملف الشائك، والتواصل الإيجابي بشأنه.

وأشاد النائب عن حزب الاستقلال، أحمد مفدي، في مداخلته اليوم خلال الجلسة الشهرية لمجلس النواب حول موضوع الصحراء، بما سماها النتائج الرائعة والباهرة لزيارة الملك لأمريكا، بعد أن دعمت واشنطن المقترح المغربي بخصوص الحكم الذاتي لحل نزاع الصحراء.

ونبه البرلماني عن حزب “الميزان” إلى ما قال إنها أخطاء كثيرة حصلت في معالجة قضية الصحراء، حيث تم الاعتماد على المقاربة الأمنية دون الاكتراث إلى الجوانب الاجتماعية والاقتصادية لمناطق الصحراء”، مسجلا إهمال الجانب الثقافي والروحي لأبناء الصحراء، خاصة الثقافة الصحراوية.

وتابع البرلماني ذاته بالقول “أهملنا الجانب الاقتصادي للأسر الضعيفة بالصحراء، وأيضا الخلايا التي تهتم بالجيل الجديد هناك”، مشيرا إلى أن تم إضعاف أدوار الأحزاب الجادة في المنطقة، فت خلق جماعات الريع بالصحراء، وهي التي تضر بمصلحة الصحراء ولا تنفع بشيء”.

ومن جهتها شنت ميلودة حازب، النائبة البرلمانية عن حزب الأصالة والمعاصرة، انتقادات لاذعة لسياسة الحكومة في التعاطي مع ملف الصحراء”، مطالبة في الوقت ذاته بالابتعاد عن المزايدات السياسية في قضية حساسة تحظى بإجماع وطني.

وطالبت حازب من رئيس الحكومة أن يدلي بمعطيات حول ما قامت به حكومته في فترة ولايتها، من 2011 إلى 2013، بخصوص عدد المؤتمرات والندوات الوطنية والدولية التي أشرفت عليها للدفاع عن الوحدة الترابية للبلاد، وعن عدد الدول والمنظمات التي سحبت اعترافها بجبهة البوليساريو خلال الفترة الزمنية ذاتها.

وانتقدت حازب ما سمته غياب انفتاح الحكومة على البرلمانيين والمجتمع المدني في التعاطي مع المعلومات التي تهم تطورات قضية الصحراء”، مبرزة أنه بسبب عدم تقاسم الحكومة للمعلومات بهذا الشأن يغيب التكامل وتتقلص مردودية العمل الدبلوماسي الذي يهم ملف الصحراء”.

ومن جهتها أشادت نعيمة فراح، النائبة البرلمانية عن حزب التجمع الوطني للأحرار، بالمجهودات “الجبارة” التي أدتها الدبلوماسية الملكية، والتي توجت بزيارة عاهل البلاد إلى الولايات المتحدة الأمريكية إلى واشنطن، والتي أعادت الكثير من الدفء بعد فتور واضح في التعاطي مع ملف الصحراء.

وبعد أن سجلت فراح نجاح الزيارة الملكية للعاصمة الأمريكية بكل المقاييس، أكدت أن المغرب يعيش على إيقاع ملامح سياسة خارجية جديدة، زكاها خطاب الملك الأخير الذي سمى من خلاله الأشياء بمسمياتها الحقيقية بخصوص سياقات ملف الصحراء، وملابسات تحركات خصوم الوحدة الترابية.

ولم يفت محمد عمر، عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، تسجيل ما سماه التباطؤ والتلكؤ في إنجاز الإصلاحات السياسية والاجتماعية الضرورية في البلاد، وهو ما يفضي إلى تشويش وإزعاج يطال سمعة البلاد”.

وتساءل عمر، خلال مداخلته أيضا بمجلس النواب، عن التدابير التي تنوي الحكومة اتخاذها من أجل تفادي عدد من الخروقات التي تطال حقوق الإنسان في جميع مناطق البلاد”، مشددا على ضرورة التعبئة الداخلية الشاملة بشكل غير مسبوق وفق رؤية متضامنة ومتجددة تتكامل فيها الدبلوماسية الرسمية والبرلمانية والحزبية يكون فيها تقييم جريء للأخطاء المرتكبة في هذا المجال”.