الجالية24

أصبحت مدينة الدروة تحتاج إلى خطة أمنية كفيلة بإعادة ثقة سكانها في الجهاز وإحساسهم بالأمن والأمان، عوض ما التصق بها من حوادث وصور مقززة «نفرت» القاطن من دروبها قبل الزوار ، ما يفرض تقوية الوجود الأمني بمختلف النقط سيما السوداء منها، وحسن توزيع الموارد البشرية واللوجستيكية عوض التركيز على أهم شوارعها وبعض الأحياء المحظوظة دون تلك الغارقة في عشوائيتها وفوضويتها.
ويبقى تحصين رجل الأمن، على اختلاف رتبته، ضرورة كفيلة بتقوية إرادته في أداء مهامه دون نقصان، بتفاعل مع المجتمع المدني الواجب انخراطه مشاركا وقوة اقتراحية عوض التطبيل على إيقاع مزامير «العام زين».
المسؤولون لا يرضيهم أن تقدم الدروة بهذا الوجه، في إعلامنا، متحدثين عن تضخيم الأحداث على بساطتها إلى درجة تقديم المدينة كما لو كانت “بؤرة للإجرام”، ما يساهم في رعب افتراضي لزوار مفترضين و”يضرب سمعتها،ضربات متتالية تحت الحزام، ولو عن غير قصد”.
هي وجهات نظر تحترم، لكن من يعيش في قلب قوالب شوارعها وأزقتها وأحيائها الهامشية والراقية، يدري أن ما يتداول وينشر، عين الحقيقة وواقع لا يمكن حجبه بالغربال، طالما أن السكان “لم يعودوا يحسون بالأمن والأمان، وينتابهم رعب يومي خوفا على أرزاقهم وممتلكاتهم وأرواحهم”.
الدروة أصبحت ترتبط بأسماء جانحين بسطوا هيمنتهم وأحكموا قبضتهم على دروبه بقوة السلاح والنفوذ، في حوادث إجرامية ما زال السكان يتذكرون تفاصيلها المملة وقيام «مشرملين» بالاعتداء على عابريها، وهم في حالة غير طبيعية.
وطالما أرعب جانحون وتجار المخدرات سكانها بخروجهم في مجموعات من عدة أشخاص مدججين بالعصي والأسلحة، مستعرضين عضلاتهم أمام أعين عائلات تكتفي بالمراقبة عن بعد عبر النوافذ، ومعاينة اعتراض سبيل المارة والتحرش بالفتيات والاعتداء عليهن.
أمثال هؤلاء المنحرفين كثيرون وعادة ما يفرضون قانونهم الخاص المقتبس من بنود «الغاب» بقوة أسلحة وسيوف لحسم معارك غير متكافئة بينهم وبين مارة عزل مسلحين بأمل تنقية المدينة من شوائبها ومظاهر الانفلات الأمني وتكثيف الحملات الأمنية الكفيلة بتخليصهم من فوضاها العارمة.
تزيد تجارة الممنوعات بما فيها مخدر الشيرا وأصناف المخدرات القوية والانتشار الواسع لترويج “القرقوبي “و”الكوكايين”يأجج مثل هذه الحوادث خاصة أن غالبية المتورطين فيها، عادة ما يكونون تحت تأثير استهلاكها، ولا يشعرون بما يقومون به.