الجالية24/ ذ محمد أشهبون من هولندا

اطلقت تسمية مثلث الموت “بورد – تيزي وسلي – ٲكنول” من طرف الصحافة الفرنسية على المناطق الثلاثة التي تشكل مثلثا جغرافيا تتوسطها جبال شامخة وهضاب وعرة وصعوبة التضاريس. وهي مقدمة تمهيدية لسلسلة جبال الريف العميق. وتتبع إداريا لعمالة تازة. اتخذتها فرنسا قواعد عسكرية اساسية في ثلاث مناطق.

وهذا المثلث الموت أرعب الكثيرين من جنرالات الفرنسيين لمجرد سماع هذا الاسم لأن المنطقة برجالاتها الأفذاذ وتضاريسها ساعدت على تكبيد الجيوش الفرنسية خسائر جسمية ومادية وساهمت بشكل كبير في تحرير البلاد من براثين الاستعمار الغاشم.

وتعتبر من أبرز معاقل جيش التحرير إبان الخمسينات من القرن الماضي حيث خاض المجاهدون الأبطال معارك ساحقة دامت فقط 46 يوما من صبيحة يوم الأحد 2 الى صباح الأربعاء 16 نونبر 1955، يوم عودة رمز الحرية والاستقلال، جلالة المغفور له محمد الخامس رفقة ولي العهد المرحوم جلالة الملك، الحسن الثاني منظر المسيرة الخضراء وباني السدود وراعي وحدة الوطن وأسرته الشريفة من المنفى السحيق.

استمر المجاهدون في مواجهة العدو في إطار ما يسمى بحرب العصابات٬ ملحقين به خسائر بشرية ومادية٬ رغم توفره على أحدث عتاد حربي يمكن أن تتوفر عليه دولة عظمى شاركت في الحرب العالمية الثانية. دامت معارك مثلث الموت شهر ونصف، استشهد فيها 52 مجاهدا مقابل 496 قتيل ومئات الجرحى من جنود الجيش الفرنسي المتفوق عدة وعددا.

وبذلك تبقى أولى المحطات وذكرى تأسيس جيش التحرير وانطلاق هجوماته على جيش المستعمر الفرنسي يوم 2 أكتوبر 1955 وتستحق أن يخلدها ساكنة منطقة كزناية الريفية والشعب المغربي باعتزاز وفخر في ظل القيادة النيرة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله تعالى وأيده، رمز الصمود بالعودة الى الحضن الإفريقي وموحد المغرب والأمين على مصالح شعبه من طنجة الى لكويرة.

فالمغرب في صحرائه والصحراء في مغربها. وعاش الوطن ولا عاش من خانه ويبقى شعارنا الخالد : الله _الوطن _الملك.

لابد من كلمة شكر لكل الساهرين على حلقات #”همس_القوارير” وعلى استضافتنا للتطرق _ وان كان باقتضاب _ لمحطة ما زلنا حريصين على الوقوف بها وتخليد الذكرى السنوية من طرف الدكتور مصطفى الكثيري، المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير.

نثمن كل الجهود في النبش على معالم ومواقع ومواقف تستحق منا الإكبار والثناء في تلاحم مستمر.

ونترككم مع الفيديو وكلنا أمل ان يلقى التشجيع .. ألف شكر لحسن التتبع والإصغاء !!