نظمت جمعية الجوار الثقافي بجزيرة مينوركا (جزر البليار) بإسبانيا ندوة فكرية تمحورت حول المجاورة الثقافية بين إسبانيا ودول شمال إفريقيا (تامزغا)، أطرها الناشط والباحث في قضايا الهجرة محمود بالعشير، الذي فصّل في التغيّرات الجيوسياسية والإقليمية التي تعرفها المنطقة المغاربية خصوصا بعد الإنفجار التاريخي لطبقات القاع الاجتماعي فيما يعرف بالربيع الديمقراطي، مبرزا الدور المحوري الذي لعبته الجاليات المغاربية في تعميق النقاش العام حول قضايا التنمية و التعليم.. داخل بلدانها الأصلية. 

ثم انتقل إلى سرد بعض التراكمات التي حققها المهاجرون المغاربة بإسبانيا طيلة عقدين من الزمن، ودورهم الكبير في تطوير الهيكلة الإجتماعية والبنية السوسيوثقافية عبر اندماج شريحة مهمة منهم في الدينامية المجتمعية الإسبانية، داعيا الرأي العام إلى ضرورة فتح نقاش جاد وموضوعي وحوار ثقافي ملتزم يستثمر الإمكانيات القيمية والإنسانية التي تثيرها الهجرة بكل أبعادها،رغم الصعوبات والإشكاليات التي أفرزتها الظاهرة الإستعمارية في التاريخ المعاصر. 

في ختام الندوة طرح الحضور مجموعة من التدخلات انصبت حول الاندماج الثقافي داخل المجتمع، وكذا الأسئلة المحورية التي أفرزتها الأزمة الإقتصادية وسبل الإرتقاء بالتواصل الثقافي بين شعوب الحوض المتوسطي ما دام يجمعها نفس المصير و التحديات.