الجالية24/ محمد بوتخريط-هولندا

لا زال احمد مركوش عمدة أرنهيم أكبر المدن الهولندية على الضفة اليمنى لنهر الراين بمقاطعة خيلدرلند بهولندا،حتى اليوم يحصد نجاحاته ومن كافة الأطياف والآراء..

في عنوان عريض ” شئــت أم أبيــــت ، هؤلاء من صانعي الذوق هم من صنعوا الحدث في 2019.” تناولت الصحف الهولندية الصادرة هذا الاسبوع الشخصيات التي صنعت الحدث في مقاطعة خيلدرلند بهولندا.
وكان لاحمد مركوش حصته بين هؤلاء.. حيث خصصت صحيفة ” خيلدرلندر”عناوين بارزة لمسيرة مركوش لهذه السنة، تحدثت عن ارتفاع شعبيته إلى مستويات عالية هذا العام. والتي بدأت بالفعل ( كما تشير الصحيفة) مع ذكرى ‘ماركت غاردن” حين قفز بمظلته مع قوات المظلات فوق الحقول القريبة من أرنهيم بمناسبة احياء الذكرى الخامسة والسبعين لعملية ‘ماركت جاردن’. لكنه أيضا اكتسب تعاطفًا أكبر حين بادر الى تقديم اعتذار رسمي لأربعة من قدماء المحاربين الذين “مُنعوا” من الوصول إلى مكان الأنشطة التذكارية إثر ذات الاحتفالات والتي كانت في البلدية التي يحكمها كعمدة ، وبحضور العديد من قدماء المحاربين فى المعركة إياها، وهى إحدى المعارك الرئيسية فى الحرب العالمية الثانية، ضمن أولى معارك عملية الحلفاء والتي جرت داخل وحول بعض المدن الهولندية، منها مدينة أرنهيم عام 1944.
وبينما شعرت هولندا بأكملها بالخجل والعار بسبب هذا الحدث ، إلا أن ماركوش لم يدافع عن نفسه ، ولم ينتظر حتى يتمكن من استدعاء المسؤولين عن هذا الخطأ ، ولكنه بادر الى الاعترف والاقرار بالخطأ وسعى شخصيا للاعتذار للجنود الاربعة واحتضانهم.

كما أن ماركوش – تضيف الصحيفة – وفور سماعه بفوز ابن من ابناء المدينة التي يحكمها “دنكان لورانس” في مهرجان للأغنية بهولندا. وضع مدينته على الفور كمكان مثالي لعقد هذا المهرجان.

الصحيفة ذَكَّرتْ كذلك بكون عمدة أرنهيم أحمد مركوش يُعد أول من فرض حظرًا تامًا على مبيعات أوكسيد النيتروز، المعروف بـ “غاز الضحك”، وسط تزايد كبير لأعداد الأشخاص الذين يستهلكونه في هولندا كمخدر في الحفلات وفي الاماكن العامة.. بل وبذل جهداً كبيرا لإقناع مجلس النواب لجعل هذا الحظر على المستوى الوطني باكمله.

الجريمة المنظمة هي الأخرى كانت حاضرة في حساباته ،تمامًا مثل العمدة هوبرت برلس من نيميغن ، يبذل قصارى جهده للحصول على المزيد من الدعم في لاهاي لمعالجتها. كما أنه – تشير الصحيفة- قلق جدا بشأن انتشار السلفية والتطرف، بل أنه يدافع عن حظرها تماما.

وبهذه الطريقة – تختم الصحيفة – ينتقل مركوش بسهولة بالغة بين دوره الانساني كعمدة البلدية ودور العمدة الواعي سياسياً ، بحيث يمكن تصنيفه واعتباره من بين صانعي ومهندسي ‘الذوق’ لعام 2019 .

هو ذا أحمد مركوش المنحدر من قرية بويافار جماعة إعزانن بإقليم الناظور، انخرط في سن مبكر وهو في العاشرة من عمره في تجربة هجرة نحو هولندا، من باب التجمّع العائلي، ومن خلالها انفتحت أمامه اابواب اخرى جديدة لحياة افضل وآفاق أرحب وهو الذي لم يدخل، حين عيشه بقريته ببوغافر، إلاّ الكتاب القرآني، دون أن يعرف كيف تبدو المدرسة الحكوميّة من داخلها.

في أمستردام حيث كان يقيم والده ، تعرف أحمد مركوش لأول مرة على المدرسة. جدَّ وكافح من أجل استدراك ما فاته للدراسة والتحصيل للحاق بالركب. كان أمامه هدف واحد.. أن يعطي لحياته معنى آخر جديد…
فكر فى العبور إلى المستقبل بأمان وهو اليوم مطمئناً بالحصول على دليل يؤكد نجاحه …عمدة لواحدة من أكبر المدن في هولندا.