إن واقعة بوركون ليست فاجعة و لكنها حسب النتائج الأولية للبحث جريمة! 
المغرب اليوم لا ينعي الضحايا رحمة الله عليهم جميعا و ألهم ذويهم الصبر و السلوان! 
إن المغرب اليوم ينعي الوطنية و الرحمة في قلوب أماتها الجشع! و في قلوب اهتزت لغزة و ساهمت في العويل و النواح و لم تهتز لهذا الحدث الأليم! 
إن فاجعة حريق مركب الناظور و جريمة بوركون تسائلنا جميعا من حيث تحمل المسؤوليات، في الإجراأت القانونية القبلية وقائيا و تدبير الحوادث في حينها ثم المحاسبة القانونية للمسؤولين المتورطين إضافة إلى الإجرأت البعدية في مرافقة الضحايا… 

لا زلت اليوم أذكر باشمئزاز كيف اعترض بعض الأساتذة “الأجلاء” في كلية الحقوق على مشروع أطروحة الدكتوراه على موضوع الجريمة والعقاب في العمران و الإسكان و قد أثار حفيظتي ما عاينته كحقوقية و كباحثة من هزالة المنظومة الزجرية في مخالفات التعمير و الإسكان ﻷكتفي بنشر مشروع الأطروحة على شكل مقال صحفي في حين غيرت الموضوع و حتى وحدة البحث لأنكب على موضوع العمران و التنمية البشرية…. 

أضن اليوم و بعد هاتين النازلتين آن الأوان لمراجعة الفصول القانونية الزجرية في هذا المجال و التعامل مع المخالفين و المتواطئين بحزم نظرا للطابع الإجرامي للنوازل. 
كما آن الأوان لإعادة الاعتبار لمؤسسات الوقاية المدنية و تعزيزها بشريا و تقنيا و مدها بالتجهيزات اللازمة لتدبير مثل هذه الكوارث.

أمال جناح 

دكتورة باحثة بكلية الحقوق بأكدال الرباط