بقلم  الحسين امزريني//

حنا نونوت إسم واقعي وليس مستعارا أو شخصية وهمية، فحكايتها حكاية واقعية لم أخذها لا من الوهم ولا من الخيال.

حنا نونوت كانت تعشق الطبخ حتى الثمالة لكن ليس الطبخ المعاصر بل كانت شغوفة بالطبخ الأصيل وبطريقتها التقليدية .

حكاية حنا نونوت مع الطبخ كحكاية روميو وجوليت كون حنا نونوت كانت  معروفة وسط عائلتنا  بعشقها  للطهي على المجمار ، لكن ذكائها المنقطع النظير جعلها  تستعمل إناء  الوضوء للرش على المجمار مخافة منها ألا تنتشر السنة النيران في أرجاء المنزل وسيقع أي مكروه الذي لم يكن في الحسبان فكانت تقوم بعملية السلامة  كلما انتهت من طبخها.

تذكرت حنا نونوت وأنا أتجول في المواقع الالكترونية المحلية والوطنية وحتى الدولية ناهيك عن مواقع التواصل الإجتماعية.

تذكرت حنا نونوت حينما شاهدت رجل إطفاء يحمل قرورتين يتيمتين من  الماء لإطفاء حريق سوبير مارشي الذي أتى على الأخضر واليابس!
حريق سوبير مارشي الذي ترك تجار مدينة الناظور وساكنته أيتاما.

نعم تذكرت حنا نونوت وحكايتها مع المجمار و ذكائها في تلك الفترة الذي تفوق بكثير  على  ذكاء القائمين على سلامة أرواحنا وسلامة مدينتنا وإقليمنا.
تذكرت حنا نونوت لأنها كانت تسيطر على نيران مجمارها الخزفي وهمها الوحيد والأوحد  سلامة عائلتها و ذويها والمحيطين بها.
ليس كالقائمين على سلامة مدينتنا  الذين لم يستطيعوا السيطرة على نيرانها رغم مرور اسبوعا كاملا بالتمام والكمال!

فكلامي موجه هنا الى كبير الاطفائيين بالمدينة والإقليم وليس للمستخدمين المغلوب على امرهم مثلهم مثل التجار الابرياء الذين خربت السنة النيران الغادرة ثرواتهم وتركتهم ينتظرون الفرج الذي قد يأتي و قد لا يأتي.
فلو حرر رئيسنا محضرا في الموضوع واشتكى من قلة اللوجيستيك وإيفاد لجنة لمشاهدة المعدات التي يتوفر عليها الاقليم لتكون حجة له أو عليه لما وصل الحال إلى ما وصل إليه اليوم.

لكن للاسف ما دام القائمين على سلامة ارواحنا وسلامة مدينتنا وإقليمينا لا يغادرون  مكاتبهم المكيفة وترك  كراسيهم المتحركة فارغة  إلا في المناسبات الرسمية.

فمقابل  لامبالاتهم  هو الثمن الغالي الذي يؤديه اليوم  تجارنا بسوبير مارشي الناظور.
والدور أتي لا محالة  على كل واحد منا دون سابق إنذار .

فتحية تقدير وإجلال لرجال المطافئ الأشاوس الذين لم يبخلوا بجهدهم لكن خدعهم العتاد.

وتحية لحنا نونوت التي حافظت على سلامة عائلتها طول حياتها ولازال الخلف يستوعبون دروسها وما هذا إلا جزء منها.

ملحوظة:

تم إعادة هذا العمود بمناسبة مرور خمس سنوات على حريق سوبير مارشي الناظور.