الجالية24/ خالد حناوي

بعد هذا الغياب الطويل، وانشغالي بالعمل السياسي والانتخابي، قررت أخيرا العودة للكتابة . وعودتي اليوم عنونتها ب “موضة الإفطار الجماعي ببلجيكا، تبذير للمال العام المغربي”،، نعم صيحة الإفطارات الجماعية التي نظمت مؤخرا في بلجيكا من طرف المؤسسات المغربية هنا، والتي تخصّص لها ميزانية هامة من الوزارات الوصية عليها من داخل المغرب.
من هنا ستكون البداية وبمناسبة شهر رمضان الفضيل، نظم “تجمع مسلمي بلجيكا” قبل أيام إفطارا جماعيا حضره عدد كبير من الاشخاص كل باسمه وصفته ومنصبه.. وكما هو معروف أن لمؤسسة التجمع أهدافها المسطرة لخدمة المسلمين ببلجيكا وأولها استضافة الأئمة المغاربة الذين ينتقلون الى بلجيكا لإحياء الليالي القرآنية والروحانية في مساجد المسلمين.
وللانتقال من الجو الروحاني الى الجو الولائمي فلابد من هدف ثاني لهذا الإفطار والأكيد أنه سيكون “التآخي” وهي من الصفات التي يجب ان يتحلى بها كل مسلم طبعا، إلا أن الأئمة المستقدمين من المغرب غابوا هذه السنة عن حضور هذا الافطار الذي لا يعم بالفائدة على مسلمي بلجيكا.
الوليمة الثانية، أو الافطار الجماعي الثاني والذي نظم مباشرة بعد الأول بثلاثة أيام فقط، ومن طرف “المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة”، تمت فيه دعوت الأشخاص نفسهم الذين حضروا للإفطار الأول..! رغم أنه جرت العادة وقبل ثلاث سنوات وفي مثل هذه المناسبات الرمضانية كان المجلس ينظم هذا الافطار الجماعي بشراكة مع تجمع مسلمي بلجيكا، طبعا بما أن ضيوفهم مشتركون وعددهم يتراوح بين 300 و 350 مدعوا. وبما أنهم إخوة جميعا والولائم تنظم من المال العام (المغربي) بين قوسين لأن فئة عريضة من المغاربة المقيمين في بلجيكا والذين لم تسوى وضعيته القانونية بعد هم أحق بحضور هذه المناسبات..
لكنني تساءلت عن الاسباب التي جعلت الافطار ينظم مرتين وبفارق يوم واحد بينهما؟ ولما لم تعد كالماضي ينظم مرة واحدة وبروح تشاركية بين المؤسستين؟ هل تحولت الروح التشاركية إلى تنافسية وأصبح هم المؤسستين التسابق على تنظيم مثل هذه الولائم لنفس الأشخاص ذوي المناصب والمكاسب؟!!
والغريب أيضا هذه السنة، أن السفارة المغربية ببلجيكا، دعت نفس الأشخاص لنفس الوليمة الجماعية بعد خمسة أيام من الوليمة الثانية، وبعدها بيومين نظمت القنصلية المغربية بأونفيرس الافطار نفسه!!
وفي كلمة للسفير خلال هذه الوليمة الأخيرة، تحدث عن الانجاز العظيم “الافطار الجماعي” الذي نظمه حتى يُخَيَّل للمستمعين والحاضرين أنه من ماله الخاص لا من ميزانية السفارة.
والمثير في الموضوع، أن التكرار لم يقتصر على المدعوين فقط، بل حتة ممول الحفلات الذي أوكلت له مهمة تنظيم هذه الولائم الاربعة في عشرة أيام كان هو نفسه دون غيره، ويبدو أن لا أحد غيره استفاد من هذا التكرار غير المبرر واللامسؤول من طرف هذه المؤسسات. أو ربما هي قضية عملة أوعملات بين المنظمين والممول!!
وحسب رأيي، فالولائم فرصة للتلاعب بالفواتير وتمرير تكاليف ضخمة وهمية وبالتالي هي حجة لتبذير المال العام من طرف مؤسسات ينتظر منها المغاربة تدبيرا محكما لشؤونهم العامة خارج ارض الوطن. وفي غياب الرقابة والتدقيق فالكل يتحمل مسؤولية ما يحدث تحت يافطة الافطار الجماعي.