فاس : ذ . عبدالإلاه المهدبة

يخلد الشعب المغربي ومعه نساء ورجال الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير أيام 29، 30 و31 يناير 2019 الذكرى 75 للانتفاضة الشعبية ل 29، 30 و31 يناير 1944، التي اندلعت بعدد من مدن المملكة تأييدا لمضامين وثيقة المطالبة بالاستقلال 11 يناير 1944 ، واستنكارا لحملات التقتيل والتنكيل والاعتقالات التي أقدمت عليها سلطات الإقامة العامة للحماية الفرنسية لاستهداف زعماء وقادة الحركة الوطنية ومناضليها وعموم أبناء الشعب المغربي إثر تقديم هذه الوثيقة التاريخية المجسدة لإرادة العرش والشعب ونضالهما البطولي في سبيل الحرية والاستقلال.

ففي مثل هذه الأيام من سنة 1944، خرجت حشود الجماهير الشعبية من قلب مدينة فاس و باقي المدن المغربية منددة بإقدام سلطات الإقامة العامة للحماية على اعتقال زعماء الحركة الوطنية، وقد بلغ صدى هذه المظاهرات ولي العهد آنذاك جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه وهو داخل المعهد المولوي، فتخطى سوره والتحق بصفوف المتظاهرين ، وقد عبر جلالته طيب الله ثراه عن ارتساماته عن ذلك اليوم و في تلك اللحظة بقوله: “هناك تاريخ مضبوط ظل عالقا بذاكرتي هو 29 يناير 1944 حيث كان معي يومئذ ثلاثة من رفاقي في المعهد، وكنا نصيح بصوت واحد: سنحصل على الاستقلال “.

و بهذه المناسبة التاريخية المجيدة تنظم النيابة الجهوية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين و أعضاء جيش التحرير بفاس برئاسة المندوب السامي السيد مصطفى الكثيري برنامجا للاحتفال بالذكرى 75 للانتفاضة الشعبية في 29 و 30 و 31 يناير 1944 ، والتي اندلعت تأكيدا وتأييدا لمضامين وثيقة المطالبة بالاستقلال التي تم تقديمها في 11 يناير 1944 ، إنها محطة وضاءة في مسلسل الكفاح الوطني، الذي خاضه الشعب المغربي الأبي بالتحام مكين مع العرش العلوي المنيف .

إذ ستحتضن قاعة العروض التابعة لمقاطعة أكدال فاس يوم الخميس 31 يناير 2019 على الساعة الرابعة و النصف عصرا حفلا تلقى خلاله كلمات وشهادات تستحضر فصول وأطوار هذه المحطة التاريخية المفصلية التي أحدثت تحولا نوعيا في مسار الكفاح الوطني، بتسجيل العودة القوية للحركة الوطنية إلى الواجهة النضالية، وبتضامن كافة مكونات وشرائح وأطياف الشعب المغربي من أجل نيل الحرية والاستقلال واسترجاع السيادة الوطنية وتحقيق الوحدة الترابية.

البرنامج الإحتفالي سيعرف تكريم صفوة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، كعربون وفاء وتقدير وعرفان بخدماتهم الجليلة وتضحياتهم الجسام في معترك المقاومة والشرف والتحرير، و ذلك عبر توشيح صدور مجموعة من المقاومين بأوسمة ملكية شريفة ، كما سيتم توزيع إعانات مالية على بعض أرامل المنتمين لأسرة المقاومة وجيش التحرير .

و في هذا السياق يساهم الفنان التشكيلي المغربي محمد ميكو بمعرض للوحاته الفنية المؤرخة لحدث هذه الإنتفاضة التاريخية  عبر تلوينات و فسيفساء و هندسية فضاءاتها التي جسد من خلالها للأجيال الجديدة والمتعاقبة واجب التأمل والتدبر واستخلاص الدروس والعبر في تقوية الروح الوطنية وشمائل المواطنة الإيجابية لأجيال قاومت و ناضلت بروحها و حياتها و مستقبلها في سبيل نيل الحرية و الاستقلال و استكمال الوحدة الترابية للوطن ، وفرصة و مناسبة لمواجهة التحديات وكسب رهانات الحاضر والمستقبل تحت القيادة الحكيمة والمتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله الذي يحمل لواء إعلاء صروح المغرب الحديث وارتقائه في مدارج التقدم والازدهار لترسيخ دولة الحق والقانون وتوطيد دعائم الديمقراطية وتطوير وتأهيل قدرات المغرب الاقتصادية والاجتماعية والبشرية، وتعزيز صروحه في كل مجالات التنمية الشاملة والمستدامة والمندمجة.