متابعة : عبدالالاه المهدبة

تحضن إمارة أبو ظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة خلال الفترة ما بين 20 و 25 أكتوبر 2018 فعاليات المعرض الأول للفنون بمشاركة بارزة لفنانين عالميين يمثلون تلوينات متنوعة من الإبداعات التشكيلية التي تزخر بالرموز اللونية، والخطوط الشفافة، وغيرها من مفردات التشكيل المعبرة والغنية بالإيحاءات الإنسانية والطبيعية و الروحية في بادرة ثقافية و فنية هدفها لم شمل المبدعين و المثقفين عبر ربوع العالم لرسم معالم الأخوة و المحبة و التسامح و الحوار و التعايش كقيم إنسانية كونية تميز رسالة الفنانين المشاركين و العابرة للأمم و القارات .

هذا الحدث من تنظيم نادي زيرفاس للفن بأبوظبي التابع لمنظمة نوادي زيرفاس العالمية للفن و نادي اليونسكو ل achaia  و تشرف على  المعرض في إدارته العامة و تشارك في أنشطته الفنانة المغربية التشكيلية و مصممة ومنفذة برامج متخصصة في مجال الإعلام و الفنون المقيمة بدولة الإمارات العربية المتحدة إبتسام أبو عنان بصفتها رئيسة نادي زيرفاس للفن بأبو ظبي و المغرب ، و هي منظمة ثقافية تعنى بتشجيع الإبداعات الفنية عبر ربوع العالم من خلال إقامة برامج و مشاريع فنية ذات طابع علمي و ثقافي هادف إلى بناء صلة تقرب بين الفن و العلم و المجتمع .

و للتوضيح أكثر فمنظمة زيرفاس العالمية للفنون مقرها في اليونان وتتبعها نواد في عدد من دول العالم وتهدف الى دعم قطاع الفنون وتعزيز الحوار الثقافي بين الشعوب وقد أسسها الفنان التشكيلي اليوناني باناجيوتس زيرفاس وتضم أكثر من 80 ألف عضو حول العالم كما أنها تنظم ملتقياتها الفنية على مدار العام وفي عواصم عالمية عدة.

و جدير بالذكر أن الفنانة أبو عنان تشتهر بإهتمامها وتخصصها برسم الخيول العربية الأصيلة نظرا لكونها تتسم بصفات الشجاعة والقوة والعنفوان والصداقة ، و هذا هو سر إختيارها لهذا النوع من الإبداع التشكيلي  هذا بالإضافة إلى كونها تستخدم في تشكيلها الفني أساليب مختلفة وتقنيات متعددة بألوان زيتية ومائية ينبثق فيها حس الإلهام المبدع .

و يعرف هذا الملتقى بالإضافة إلى فنانين دوليين و عرب مشاركة الفنان المغربي المتألق محمد ميكو إبن مدينة فاس العاصمة الروحية ، و أحد أبرزالفنانين المتميزين على الساحة التشكيلية بالمغرب الذي إستطاع في ظرف وجيز أن يفرض شخصيته و مكانته الفنية بين رواد هذا الميدان بفضل عفويته و تلقائيته في التعبير و حسه الفني المرهف و روح إبداعيته المجددة لتقنيات العمل التشكيلي الهادف و البناء المتناسب مع خصوصية التجريد كلغة تميز إبداعاته التشكيلية .

الفنان محمد ميكو يشتهر برؤيته الخاصة لعملية التشكيل كفن بحيث يرى أنه و في أحيان كثيرة يكون الفن أداة للتعبيرعن نوازع داخلية للفنان سيما و أن الفن بمختلف تلويناته تجسيد لروح تمركز الذات حول ذاتها و الواقع و الأخرين بحيث تكون عملية التفريغ عملية سيكولوجية بحثة لدى الفنان تنتقل به من عالم اللاوعي الى سطح الوعي الفني عبر درجات من التموجات والتلوينات المعبرة و الغنية بالإيحاءات المتنوعة في تيماتها فيكون بذلك منفذا لعملية الإلهام الروحي التي تستتبع التخلص من شحنة العواطف و الأحاسيس بداخله و قد تستخدم نفس الشحنة لتحريك مشاعر و عواطف الآخرين فيتحقق الهدف المرجو من رسالة التشكيل الفني و هو رسم مسافة تقرب بين الذات المبدعة و الذوات الأخرى لتشكيل وضع علائقي تمتزج فيه روح كل الذوات بقيم الخير و المحبة و التسامح و الأخوة و الحوار و التعايش ،و تلك هي المراتب العليا لإنسانية الإنسان .