انطلاقا من مبادئ الأخوة والتضامن العربية والإسلامية التي تعتمدها الإمارات العربية المتحدة، وفي إطار سعيها الدائم لدعم الأمن والاستقرار والسلام في الدول العربية، خصوصا في الجمهورية اليمنية الشقيقة، وبناء على طلب من الحكومة الشرعية اليمنية، واستناداً إلى قرار مجلس الأمن الدولي ذات الصلة حول الأزمة اليمنية، فإن دولة الإمارات تشارك في “التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن” من أجل إطلاق عملية عسكرية وإنسانية لتحرير ميناء “الحديدة” غرب اليمن لضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى الشعب اليمني عن طريق تحرير الميناء المٌطل على البحر الأحمر من القوات الانقلابية على الحكومة الشرعية اليمنية.

 

لقد جاء قرار تنفيذ العملية العسكرية لتحرير ميناء “الحديدة” في اليمن بعد رفض الحوثيين مراراً مقترحات المبعوث الأممي لتسليم الميناء لطرف ثالث، كما رفضوا المحاولة الأخيرة للمبعوث الأممي الخاص مارتن جريفت لتسليم الميناء إلى مسئولين من الأمم المتحدة.

 

لذا نرى أن استعادة “الحديدة” من “ميليشيا الحوثي” سيعزز فرص التوصل لحل سياسي للوضع في اليمن بعد ثلاث سنوات من الجمود، خصوصا أن الحوثيين قاموا بدعم من إيران باستغلال ميناء “الحديدة” في عمليات تهريب الأسلحة والاستيلاء على المساعدات الإنسانية الإغاثية وبيعها في السوق السوداء، غير أنه لم يتم اتخاذ أي خطوة تجاه ذلك، بالرغم من مطالبات عديد من دول التحالف العربي بقيادة السعودية للمجتمع الدولي باتخاذ موقف حاسم يضع حدا للنزاع ويوقف تعنت الحوثيين في التوصل لحل سياسي.

 

وتدعم دولة الإمارات والتحالف العربي جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن مارتين غريفت، بما يتفق مع قرارات مجلس الأمن الدولي قصد إيجاد حل نهائي للأزمة اليمنية. وسيعمل التحالف العربي ودولة الإمارات، بشكل وثيق، مع وكالات الإغاثة الدولية العاملة في اليمن لضمان تلبية احتياجات السكان المدنيين بالشكل الذي يٌخفف من معاناتهم.

 

لقد اتضح جلياً للمجموعة الدولية أن إيران تمكنت من التدخل في الشأن اليمني من خلال “ميليشيا الحوثي”، حيث اتخذ الإيرانيون من ميناء “الحديدة” مقرا لتهريب الأسلحة، وبالتالي فإن هذه العملية العسكرية لتحرير “الحديدة” تأتي لتطهير الميناء من الوجود الإيراني وإنقاذ الوضع الإنساني لليمنيين بالمنطقة.

 

إن العملية العسكرية لتحرير ميناء “الحديدة” باليمن، ستتبعها بالتأكيد عمليات إغاثية إنسانية تضم أغذية ومستلزمات طبية ومواد إغاثية أخرى، إضافة إلى عملية تأهيل شاملة للميناء لزيادة الطاقة الاستيعابية لعمليات تفريغ بواخر المساعدات بما يستجيب للنداءات الإنسانية الدولية لإغاثة أبناء اليمن.

 

وهكذا، فإن العملية العسكرية لتحرير “الحديدة” بقيادة التحالف العربي ومشاركة قوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية، ستٌسطر بطولات خالدة لتحرير التراب اليمني من الوجود الحوثي والإيراني، علما أن دولة الإمارات قدمت منذ عام 2015 وحتى شهر أبريل 2018 مساعدات لليمن بقيمة تجاوزت 3.7 مليار دولار استهدفت أكثر من 13.8 مليون يمني ضمنهم 5.3 مليون طفل.