نظم المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة، أمس الثلاثاء، ببرشلونة، دورة علمية تكوينية لفائدة أئمة إسبانيا حول موضوع ” دور الإمام في نشر ثقافة القيم المشتركة بين الناس“، بتاريخ 27 مارس 2018.

 

ويندرج تنظيم هذه الدورة في إطار مواصلة المجلس لمشروعه في تأهيل الأئمة ليكونوا على مستوى أدائهم لرسالتهم في السياق الأوروبي بما يخدم قيم العيش المشترك الكفيلة بتعزيز أسس الأمن والاستقرار الاجتماعي.


وأوضح خالد حاجي الكاتب العام للمجلس الأوروبي للعلماء المغاربة أن ” الدورة حول موضوع القيم المشتركة تمثل فرصة سانحة للوقوف عند طبيعة القيم الإسلامية ومدى مساهمتها في بناء الحضارة الإنسانية“.


وقال في تصريح بالمناسبة، إن هذه الدورة ” فرصة أيضا للتأكيد على أن المجتمعات الأوروبية ليست خالية من القيم، كما يعتقد البعض؛ وإلا فكيف تمكنت من إرساء السلم الاجتماعي بين مختلف مكوناتها، وتوفقت في تدبير الخلاف بين هذه المكونات، وفسحت المجال أمام الأقليات كي تنعم بما تنعم به الأغلبيات من حقوق“.


وأكد حاجي أنه، ومن منطلق الوعي بانفتاح القيم الإسلامية ، يدعو المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة الأئمة للتفاعل مع القيم الأوروبية ” تفاعلا إيجابيا يغلب المصلحة المشتركة ويخدم السلم الاجتماعي ويعزز المبادئ التي ينبني عليها التعايش“.


كما لا يفوت المجلس، يضيف حاجي، التنبيه إلى مخاطر خطابات الغلو والتطرف على الفضاء العمومي، ” فهذه الخطابات تعد بنسف العلاقة بين المسلمين وغيرهم من مكونات المجتمع، كما تقدم صورة مغلوطة عن سماحة الإسلام وقدرته على التعايش مع قيم المجتمعات الحديثة “.


وأبرز أن المجلس يحث العلماء على النهل من وسطية النموذج المغربي في التدين والتشبع بروح التعايش التي مكنت أسلافهم من تأطير المسلمين تأطيرا يضمن أمنهم الروحي.


وأشار إلى أن الدورات السابقة، المنظمة في كل من فرنسا وألمانيا وهولاندا وبلجيكا، “عرفت حضورا مكثفا للأئمة، كما لاقت استحسانا كبيرا“.


وتأتي دورة برشلونة في إطار سلسلة الدورات التي برمجها المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة سنة 2018 حول ” دور الإمام في نشر ثقافة القيم المشتركة بين الناس“.