صدرت مؤخرا عن دار النشر “الديوان”، الترجمة الإسبانية لمؤلف الدكتور عبد الله بوصوف تحت عنوان «الإسلام والمشترك الكوني: تسامح واحترام وتعايش ديني» يقدم للقارئ مقالات تؤرخ لقيم التسامح والقبول بالاختلاف الهوياتي للأخر والتعايش الديني.

 

في هذه الترجمة الإسبانية التي أنجزها الأستاذ محمد الشويردي، يبرز المؤلف عددا من صور التسامح والاحترام والتعايش بين مختلف الثقافات في الإسلام، مستشهدا على ذلك بآيات قرأنية وأحداث ووقائع من التاريخ.

 

وتكمن أهمية المؤلف بحسب تقديم لدار النشر في إبراز هذه القيم والمبادئ التي تشكل أولويات في الوقت اراهن، بالنظر للصورة التي أصبح يقدم عليها الإسلام ولانتشار مظاهر الإسلاموفوبيا خصوصا في المجتمعات الغربية.

 

جاء الكتاب عبر مسح تاريخي لأربعة عشر قرنا من تاريخ المسلمين ليبين ان عنصر التسامح أو السماحة الإسلامية، بقي ثابتا منذ دولة المدينة التي ارست قواعدها وثيقة المدينة التي أسست للعيش المشترك والمواطنة على اساس تعاقدي والتي أكدت أن للمسلمين دينهم ولليهود دينهم ولكل منهما واجبات وحقوق وأنهم يمثلون أمة واحدة.

 

 في هذا المؤلف يعيد بوصوف رسم معالم «المشترك الكوني» المشكل من قيم مرتبطة في جوهرها بمتطلبات الإنسان باعتباره إنسانا، بغض النظر عن انتمائه العرقي أو اللغوي أو اعتقاده الديني أو اختلافه الثقافي؛ وبعيدا عن الصراعات الحضارية والتصنيفات الجغرافية، هذه القيم التي يستدل عليها غلاف المؤلف بالآية القرأنية من سورة أل عمران: « قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله “.