الشرادي محمد – بروكسيل –

 

 

كعادتها و في كل مناسبة وطنية،تسجل سفارة المملكة المغربية ببلجيكا و اللوكسمبورغ حضورها الإيجابي من خلال برمجة أنشطة متنوعة للجالية المغربية المقيمة بحيزها الترابي،و في هذا الإطار و تخليدا للذكرى الثانية و الأربعين لحدث إنطلاق المسيرة الخضراء المظفرة،و في غمرة أفراح و مسرات الشعب المغربي بهذه المناسبة السعيدة،إحتضنت قاعة المركب الثقافي وُلُو بُوْلِيْسْ بالعاصمة البلجيكية بروكسيل حفلا بهيجا أفتتح بكلمة قيمة للسيد محمد عامر سفير المملكة المغربية ببلجيكا و ذوقية اللوكسمبورغ،إستحضر خلالها المحطات التي سبقت إعلان جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه عن المسيرة الخضراء،و لعل أهمها اللجوء إلى محكمة العدل الدولية بلاهاي لأخذ رأيها فيما إذا كانت أرض الصحراء أرض خلاء؟فجاء الرد القضائي الدولي بالنفي القاطع،و أكد وجود روابط قانونية و أواصر البيعة بين أبناء القبائل الصحراوية و الملوك العلويين،و في هذه الأثناء سيؤكد الملك الراحل بأن الصحراء فتحت لنا أبوابها و ما على الشعب المغربي إلا أن يقوم كرجل واحد بمسيرة خضراء سلمية نحو صحرائه،كان سلاحها الوحيد هو كتاب الله و الأعلام الوطنية.

 

و تطرق السيد السفير محمد عامر لعملية تسجيل المتطوعات و المتطوعين،حيث إكتظت مكاتب التسجيل في أيامها الأولى بمن يريدون تسجيل أنفسهم للحصول على شرف المشاركة في المسيرة،و لم تكن نزهة و لا رحلة سياحية،بل كانت كل الحسابات واردة و لكن العزيمة و الإرادة كانت أقوى من كل شيئ،و لم يتم تسجيل أكثر من العدد المخصص لكل إقليم،بينما كانت التوقعات تتحدث عن أزيد من ثلاثة ملايين متطوع و متطوعة،في زمن لم يكن فيه العالم يُؤْمِن إلا بالقوة و بالحروب،غير أن الملك العبقري الراحل،أعطى للعالم درسا جديدا مفاده أن إسترجاع الحقوق يمكن أن يكون أيضا بأساليب حضارية و سلمية،و هو ما عكسته هذه المسيرة الخضراء المظفرة.

 

السيد السفير محمد عامر،تحدث عن يوم 5 نونبر 1975 و هو التاريخ الذي توجه فيه جلالة الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله بخطاب إلى الشعب المغربي يؤكد فيه* غداً تنطلق المسيرة…*،و فعلا إنطلقت يوم السادس نونبر،و بعد أن حققت هدفها،عاد الأبطال إلى منطلقهم،لتبدأ مسيرة اخرى،مسيرة النماء و التنمية التي غيرت وجه أقاليمنا الصحراوية العزيزة،و أصبحت تشكل ورشا لمشاريع مهمة خصصت لها ملايير من الدراهم.

 

السيد السفير ذكر الحاضرين بالبعد الإفريقي للمملكة المغربية و الأدوار الطلائعية التي لعبها و يلعبها جلالة الملك محمد السادس نصره الله في القارة الإفريقية التي حول دولها هي الأخرى إلى أوراش عمل و مشاريع ستعود بالنفع العميم على مواطني الدول الإفريقية،لذا علينا أن نهنئ أنفسنا و نحمد الله أننا ننتمي لبلد أبدع مسيرة سلمية إسترجع بها وحدته الترابية من دون اللجوء إلى الحروب و إلى القوة.

 

بعدها ألقيت أغاني رائعة أبدع فيها الدكتور المهدي طالب برائعته: بلادي.

 

في الختام تم عرض فيلم *المسيرة الخضراء*لمخرجه يوسف بريطل،الذي يتميز بطابعه الملحمي الذي نقل صورة أقرب عن لحظة تاريخية،إلتفت حولها جميع الشرائح،بمقدماتها و تعاقب أطوارها،و بالموازاة مع ذلك،كان إختيارا ذكيا أن يبنى السيناريو على حكايات شخصية صغيرة،صبت كلها في المجرى العام للحدث الرئيسي و هو المسيرة الخضراء المظفرة،حيث نجد الحكايات تقاطعت فيها الكوميديا بالدراما،فرسمت بورتريهات مختارة بعناية للفئات التي شاركت في صنع ملحمة مسيرة فتح،نساء،شباب،كهول،شخصيات أجنبية متضامنة،بما في ذلك عناصر كانت تعيش أنذاك حياة الشغب و الإنحراف.

 

الحفل البهيج عرف حضور كل من السيد محمد عامر سفير المملكة المغربية ببلجيكا و ذوقية اللوكسمبورغ ،عبد الرحمان فياض قنصل المملكة المغربية ببروكسيل،سليم لحجومري قنصل المملكة المغربية بأونفرس،مجموعة من الأطر السامية المكونة للسلك الديبلوماسي المغربي،فعاليات جمعوية و سياسية و ثقافية و إقتصادية،إكتظت بها جنبات القاعة عن أخرها.