الشرادي محمد – الرباط –

إحتضن مقر المعهد العالي للإعلام و الإتصال بعاصمة المملكة المغربية الرباط،يوم الجمعة 19 ماي 2017،حفل تقديم الدليل السياحي المهم* السفر إلى جنوب المغرب من سيدي إيفني إلى لكويرة* للكاتب و الباحث الإسباني كونثالو سانشيث ألفريث كاستيانوس.

حفل تقديم الكتاب عرف حضور مجموعة من الشخصيات المهمة التي تنتمي لمشارب متعددة من أطياف المجتمع.

فقرات الحفل أفتتحت بكلمة قيمة للكاتب الإسباني كونثالو سانشيث،شكر من خلالها المعهد العالي للإعلام و الإتصال على حسن الإستقبال،و الحاضرين على إستجابتهم لدعوة الحضور،مقدما نبذة مختصرة عن نفسه،بإعتباره كان رئيسا لجمعية مساعدة الشعب الصحراوي بمورسية الإسبانية،حيث قام حينها بزيارات متعددة لمخيمات العار بتندوف لتقديم المساعدات الإنسانية،إلى غاية أن قام في مرة بتقديم شيك بمبلغ مالي يقدر بخمسة و عشرين ألف أورو 25.000 لأحد المسؤولين بالبوليزاريو لشراء الإبل ( الجمل )بغية الإستفادة من حليب الإبل بإعتباره الغذاء الرئيسي لقبائل البدو و الصحراء و كونه يحتوي على المغذيات الطبيعية الكافية للحفاظ على الحياة أثناء غياب مصادر التغذية الأخرى،إلا أن الكاتب الإسباني يستغرب لجواب مسؤول بجبهة البوليزاريو الذي طلب منه أن يغير وجهة هذا الشيك في إتجاه مسؤولي مكاتب البوليزاريو بأوربا و أمريكا اللاتينية،وقتها تفطن الكاتب الإسباني كونثالو بأن مآل المساعدات الإنسانية يكون دائماً تحويلها لحسابات و أهداف سياسية يستفيد منها دائماً القائمين على جمهورية الوهم البوليزاريو.

الكاتب الإسباني أكد على أن الدافع الرئيسي الذي جعله يساند الشعب الصحراوي في الماضي،هو كونه له روابط عائلية بالمنطقة،عمته كانت مديرة بمدرسة بالعيون،إلا أنه لما قام بزيارة لمجموعة من المدن المتواجدة بالصحراء خصوصا العيون حاضرة الصحراء المغربية سنة 2006،إنبهر للتطور الكبير الذي أضحت تعيشه هاته المناطق من جميع النواحي،حيث يتم تسيير جل مرافق الدولة من طرف أبناء المنطقة الذين يستفيدون كذلك من ثروات المنطقة،عكس المغالطات و الأكاذيب التي يتم الترويج لها في مجموعة من المحافل الدولية،كل ما سبق ذكره كان حافزاً للكاتب الإسباني ليقوم بإعداد هذا الدليل السياحي المهم Guide touristique ،ليقدمه كهدية لساكنة المنطقة بصفة خاصة و للمجتمع الدولي بصفة عامة،هذا الدليل الغني بمضامينه المهمة،يعطي نبذة عن مجموعة من القطاعات بالمنطقة،و خصائص كل منطقة.

بعدها تناول الكلمة الأستاذ نور الدين بلحداد مختص في تاريخ الصحراء،الذي أعطى نبذة مختصرة عن حياته،مقدما تشكراته للكاتب الإسباني على هذا العمل الرائع الفريد من نوعه،بإعتبار هذا الدليل يعطي فكرة شاملة و وافية عن المنطقة،مستعرضا الدور الطلائعي الذي يلعبه الأساتذة الجامعيون في التعريف بتاريخ الصحراء المغربية،مقدما نبذة موجزة عن بعض كتبه القيمة في هذا المضمار .
مباشرة تم فتح باب المناقشة لمجموعة من الحاضرين الذين أبوا إلا أن يدلو بدلوهم في حق هذا العمل الرائع،حيث تدخل مجموعة من أبناء مناطقنا الصحراوية العزيزة كالسيد شيبة ماء العينين عضو المجلس الدستوري ،مربيه ربو ماء العينين،هيباتو ماء العينين العبادلة الرئيس السابق لجامعة غرف الصيد البحري بالمغرب،و شخصيات أخرى أثنت على هذا الإنجاز المهم الذي قام به الكاتب الإسباني كونثالو،الذي وعد الحاضرين بأنه قد بدأ العمل على إخراج نسخ باللغة العربية و الفرنسية و الإنجليزية إلى حيّز الوجود في القادم من الأيام.

تجدر الإشارة إلى أن فقرات حفل تقديم هذا الكتاب المهم،سهر على تسييرها و إدارتها بحنكة و إحترافية،الأستاذ ياسر جمال أستاذ باحث و مترجم بمدينة الناظور،الذي قام كذلك بترجمة مداخلة الكاتب الإسباني بمهنية و إحترافية عالية.

الحفل إنتهت فقراته بحفلة شاي أقيمت على شرف المشاركين في هذا النشاط البهيج الذي نال إستحسان المتتبعين.